بالوثائق.. جوجل ومايكروسوفت تشاركان في جريمة الإبادة الجماعية في غزة


كتب- محمد السيد راشد

التكنولوجيا الحديثة ودورها في العدوان الإسرائيلي

في سابقة خطيرة، كشفت تقارير ووثائق مسربة عن تورط مباشر لشركتي “جوجل” و”مايكروسوفت” في دعم الجيش الإسرائيلي خلال حربه على قطاع غزة. هذا التعاون لم يعد مجرد تكهنات، بل أصبح موثقًا بأدلة تثبت دور التكنولوجيا في تصعيد العدوان الإسرائيلي.

تورط جوجل ومايكروسوفت في الحرب على غزة

في 21 يناير 2024، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا يثبت تزويد شركة “جوجل” الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي منذ بداية الحرب على غزة. ولم يمر يومان حتى أكدت الغارديان في تحقيق جديد، استنادًا إلى وثائق مسربة، تزايد اعتماد الجيش الإسرائيلي على أنظمة مايكروسوفت السحابية خلال أعنف مراحل القصف.

استخدمت إسرائيل أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة مثل “غوسبل” و”لافندر” لتحديد أهداف القصف بدقة. وقد ظلت مساهمة الشركات التقنية في هذه العمليات غير موثقة بشكل واضح، حيث نفت الشركات أي دور لها رغم وجود تصريحات متفرقة تؤكد العكس.

بالوثائق.. جوجل ومايكروسوفت تشاركان في جريمة الإبادة الجماعية في غزة 1

شراكة جديدة بين جوجل والجيش الإسرائيلي

في مايو 2024، وقع 200 موظف في مختبر “ديب مايند” التابع لغوغل على خطاب يدعو الشركة لإلغاء عقودها مع المؤسسات العسكرية. وعلى الرغم من أن الرسالة لم تذكر أي نزاع محدد، فإنها كانت إشارة واضحة على تزايد القلق داخل الشركة من استخدام تقنياتها في الحروب.

يتناقض هذا الموقف مع تاريخ غوغل، التي استحوذت على “ديب مايند” عام 2014، متعهدة بعدم استخدام تقنياتها لأغراض عسكرية. لكن الوثائق المسرّبة تشير إلى تزويد وزارة الدفاع الإسرائيلية بأنظمة الذكاء الاصطناعي، وخاصة عبر منصة “فيرتكس AI” التي تسهّل تحليل البيانات باستخدام الخوارزميات المتطورة.

مشروع “نيمبوس”.. البوابة الخفية لدعم إسرائيل

في أبريل 2024، فصلت غوغل أكثر من 50 موظفًا بعد احتجاجهم على مشروع “نيمبوس”، وهو اتفاق بين الحكومة الإسرائيلية وشركتي جوجل وأمازون لتقديم خدمات سحابية متقدمة بقيمة 1.2 مليار دولار.

ورغم أن المشروع صُوِّر كأنه مجرد بنية تحتية رقمية، إلا أن التقارير المسربة أثبتت أنه يوفر للجيش الإسرائيلي قدرات متقدمة مثل التعرف على الوجوه، التصنيف الآلي للصور، تتبع التحركات، وتحليل المشاعر من البيانات الصوتية والمكتوبة.

تساؤلات أخلاقية

تكشف هذه المعلومات مدى تعقيد العلاقة بين شركات التكنولوجيا الكبرى والأنظمة العسكرية، مما يثير تساؤلات أخلاقية حول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الصراعات المسلحة. إن دور جوجل ومايكروسوفت في دعم الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة يمثل تحولًا خطيرًا في توظيف التكنولوجيا الحديثة، ويستدعي وقفة جادة من المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي.

 

Exit mobile version