كتبت : د.هيام الإبس
توجه الناخبون فى بوتسوانا إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية التى تشهدها البلاد. فى خضم تحديات اقتصادية ملموسة، تستعد بوتسوانا لمشهد انتخابى مصيرى اليوم الأربعاء، فى لحظة قد تشكل منعطفاً تاريخياً فى مسيرة البلاد السياسية.
فبعد 58 عاماً من الحكم المتواصل للحزب الديمقراطى البوتسوانى، تلوح فى الأفق رياح التغيير.
ويواجه الاقتصاد البوتسوانى تحديات جمة، أبرزها تراجع الطلب العالمى على الماس، المورد الحيوى للبلاد، وفى ظل هذه الظروف، تتعالى أصوات المعارضة متهمة الحزب الحاكم بسوء الإدارة الاقتصادية والفساد، وهى اتهامات يرفضها الحزب جملةً وتفصيلاً.
وفى شوارع العاصمة جابورون، تتردد آمال الشباب فى غدٍ أفضل.
يقول مايتشواريلو ديتسيبى، أحد خريجى الجامعات العاطلين عن العمل: “آمل أن يكون المستقبل مشرقاً بعد هذه الانتخابات”، وتعكس كلماته واقعاً مريراً حيث تجاوزت معدلات البطالة 27%، وترتفع بين الشباب إلى أكثر من 45%، وتشاركه الرأى بواجو سينشو، إحدى سكان جابورون، معربةً عن أملها فى أن يعمل الحزب الذى ستصوت له على خلق فرص عمل للنساء الشابات.
ويخوض الرئيس موكجويتسى ماسيسى المعركة الانتخابية ساعياً لولاية ثانية وأخيرة، مواجهاً ثلاثة منافسين، أبرزهم دوما بوكو من ائتلاف مظلة التغيير الديمقراطى، الذى وعد بمضاعفة الحد الأدنى للأجور وتعزيز المنح الاجتماعية.
وفى نظام انتخابى غير مباشر، يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع للتصويت على 61 مقعداً فى الجمعية الوطنية و609 مقاعد فى المجالس المحلية، ليقوم المشرعون المنتخبون لاحقاً باختيار الرئيس.
ورغم سمعة بوتسوانا الطيبة فى مجال الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد، إلا أن ثقة المواطنين فى الحكومة تشهد تراجعاً ملحوظاً، مما يجعل نتيجة هذه الانتخابات أصعب من أى وقت مضى فى التنبؤ بها.
وبحسب اللجنة الانتخابية المستقلة التى تشرف على الانتخابات، فقد سجل أكثر من مليون شخص للتصويت، فى البلاد التى يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة.