حملت بقايا أشلائى و أحلامى و عزمت السفر و ذهبت الى جزيرة نائية خالية من كل البشر جلست أنعى سنوات عشق ضاعت كلها هدر تعالت صرخاتى و سالت دمعاتى كأنهار تنهمر فالتف حولى يواسينى الطير و أوراق الشجر سألونى عن أوجاعى و أشجانى قلت أصابنى الإعياء من طول السهر قالو نخشى عليك من ظلمة الليالى قلت لاتخافوا ولا تدنوا منى فأنا هنا أنتظر حكم القدر قالوا أأنت عاشق — و أسفاااه قلت بل قتيل على قيد الحياة قالوا لا تحزن فلا محال عند الله أنتظرو لا تيأس فقريبا سيجمعكما لقاء تركونى فاستنشقت عبيرها فى الأجواء وأبصرت وسط الأمواج ينطلق الضياء وإستعاد قلبى نبضاته ليهبنى دفء ونماء رأيت حبيبتى بين الأشجار تمشى على إستحياء إنتبهت قالت لا تقف وأسرعت كطائر فى السماء وأرتمت فى أحضانى كطفل يطلب الإحتواء والتفت يدها حول عنقى و فى عينيها دمعة وهمست بحنان فى أذنى لما كل هذا العناء قلت لا تستهوينى كلمات الشفقة فلم أعد أرغب فى الحياة ولا فى البقاء إرتسمت على وجهها بسمة وقالت ظننتك أكثر دهاء محاكمتك ليست عن تهمة ولكنها من حماقات حواء قلت لها فى لهفة ولكنك أجمل من كل النساء وأخفيت حبى و هواكى قالت بل يعلمه كل الأصدقاء قالت إشتقت إلى كلماتك فأكتب عن هوانا ما تشاء فقد أعددت فى غيابك ثوب الزفاف فأذكرنى فى أشعارك فلم يعد قلبى خواف فبعد هجرك تاهت أيامى وأصيب بستان حياتى بالجفاف فكم أسعدتنى حروفك وهى تصفنى بكل الاوصاف ولتشرق شمس حبك لتُعلم دنيانا معنى الإنصاف فهيا نعلن للكون هوانا فقد حكمت بالبراءة محكمة الإستئناف