أراء وقراءات

بركان الجياع

بقلم / عصام زايد

أصوات تتصاعد من بعيد،
أهي قرقرة بطون خاوية؟
أم صدام أوان فارغة؟

صرخات الأطفال

لم تعد تدمي القلوب،
لم تعد تحرك النفوس.
الرؤوس تهتز،
والعيون تدمع ثم تبتعد.

القلوب الرقيقة لا تحتمل الدماء،
فتحفر قبورا للجياع
تواري وجعهم تحت التراب
ثم تجلس الي موائد الطعام

آه يا رب ماتت النفوس!

أييقظها أذان؟
أم طواف بعد سعي؟
أم دعاء عند الملتزم؟
لا… لم يعد هذا يكفي.

كيف تثور قلوب تصخرت؟
كيف تلين أفئدة بردتها المكيفات؟
الجوع صار مشهدا
يحتاج بركانا لينفجر!

تتشقق الصخور القديمة،
تتصاعد الغازات المخنوقة،
تغلي النار في جوف الصمت.
كذلك النفوس المكبوتة
غضب وحرمان،
يطبقان على الصدور،
حتى يوقظا ضمائر نائمة.

تذكروا
الجوع ليس صورة في جريدة،
ولا مشهدا في نشرات المساء،

بل بركان حي،
يئن في القلوب،
وينذر بأن الجياع
إذا نهضوا
فلن يبقى صمت ولا حجر!

عصام زايد 

كاتب وباحث وخبير في علوم الإدارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى