السودان

بركان صراع البرهان والإخوان

حرب كلامية محتدمة بين البرهان وقيادات إخوانية

كتبت: د.هيام الإبس

 

ارتباط وثيق بين الجيش السودانى والتنظيمات الإخوانية قاد الفريقين إلى مؤازرة بعضهما فى الحرب التى تدور رحاها فى السودان منذ العام ونصف العام.

اندلعت، حرب كلامية عنيفة بين قائد الجيش السودانى عبدالفتاح البرهان، وقيادات فى تنظيم الإخوان الذى تقاتل كتائب تابعة له مع الجيش فى حربه الحالية المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 ضد قوات الدعم السريع.

 

وجاءت الحرب الكلامية على خلفية تصريحات أدلى بها عبدالحى يوسف القيادى فى “الحركة الإسلامية” السودانية التى تضم تنظيم الإخوان، الذى كان يعتبر من أكبر داعمى الجيش، تبعتها تغريدة من المصباح طلحة قائد كتيبة البراء التى تقاتل إلى جانب الجيش.

 

وشن يوسف فى مقطع فيديو أثار جدلاً واسعاً فى أوساط السودانيين، هجوماً لاذعاً على البرهان والجيش السودانى.

 

وأعطى يوسف خلال ندوة فى مركز مقاربات للتنمية السياسية – مقره مدينة إسطنبول التركية – الفضل فى التقدم النسبى المحرز فى بعض المناطق للكتائب الإخوانية التى تقاتل إلى جانب الجيش.

 

ووصف يوسف البرهان بالشخص “الضعيف الذى لا يحترم المواثيق”، وقال: “البرهان أعجز من أن يقضى على الإسلاميين فهم موجودون داخل مكتبه”.

 

وحمل يوسف، البرهان مسؤولية السماح بتمركز قوات الدعم السريع فى المناطق الاستراتيجية بالعاصمة “بدون موافقة الجيش”.

 

لكن البرهان، قال خلال مخاطبته لعدد من الضباط والجنود فى منطقة أم درمان العسكرية إن الجيش مِلكُ لكل السودانيين وليس لجهة بعينها، ومن لديه مقاتلين “فليأتى ليأخذهم”.

 

وأضاف: “سمعنا بالأمس شخصاً ضلالياً وتكفيرياً يقول إنه لا وجود للجيش وهذا كذب”.

 

وبعد دقائق من تصريحات البرهان، غرد المصباح طلحة قائد كتيبة البراء الداعمة للجيش فى صفحته على فيسبوك منتقداً تصريحات البرهان ومدافعاً عن يوسف.

 

يذكر أن تصريحات يوسف وقائد كتيبة البراء أثارت غضباً كبيراً فى أوساط كبار ضباط الجيش، الذين طالب بعضهم باستبعاد كتيبة البراء وكافة الكتائب الإخوانية من مراكز القرار فى الجيش، مشيرين إلى مخاطر كبيرة تحيط بالجيش بسبب علاقته بتلك الكتائب.

 

وتأتى هذه التطورات فى ظل اتهامات واسعة لتنظيم الإخوان باختطاف الجيش والسيطرة على قراره.

 

وفى أبريل الماضى، قالت السفيرة السابقة سناء حمد العضو البارز فى التنظيم إن التنظيم كلفها بإجراء تحقيقات مع عدد من قيادات الجيش فى أعقاب الإطاحة بنظام البشير، مما يشير إلى وجود علاقة تنظيمية مع الجيش.

 

وفى الواقع، أجرى التنظيم منذ استلامه السلطة فى 1989، تغييرات واسعة فى الجيش وفرض رقابة تنظيمية عليه.

 

وفى الجانب الآخر، تتزايد الخلافات داخل تنظيم الإخوان، وشهدت اجتماعات عقدها التنظيم على مستوى “مجالس الشورى” مؤخراً انقسامات وخلافات كبيرة، فى وقت اتهم فيه مراقبين الجيش بتوفير حرية واسعة لعدد من قيادات التنظيم الفارين من السجون والمطلوبين للعدالة الدولية والذين شاركوا فى تلك الاجتماعات.

 

ورغم انتقاد البرهان فى وقت سابق اجتماعات التنظيم معتبراً إياها خطراً على البلاد، إلا أن مراقبين شككوا فى تلك الانتقادات، مشيرين إلى تماهى الأجهزة الأمنية والعدلية مع التنظيم، مستندين إلى نفوذ التنظيم داخل الجيش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.