أراء وقراءاتالمجتمع

بره الصندوق بقلم :  محمد بهى

بره الصندوق بقلم :  محمد بهى 2
مظاهرة لأهالي المحكوم عليهم أمام مديرية أمن بورسعيد ( الارشيف)

 

تعالت الأصوات بين صراخ ونحيب من جانب  وبين سعادة  وسرور من جانب اخر بعد ان حكمت المحكمة  بالإعدام على مجموعة من شباب  بورسعيد المتهمين بقتل اربعة وسبعين من جماهير الاهلى فى واقعة سميت ( بمجزرة بور سعيد) .

ولكن هيا بنا نراها من خارج الصندوق بعد النطق بالحكم – أصدر القاضى حكمه بعد  ثبوت الأدلة التى أدانت المتهمين  ولذلك فهم جناة ويستحقون العقاب –  ولقد انتظر أهالى المجنى عليهم هذا الحكم سنوات طويلة فى خوف ورعب من طمس القضية أو تسيسها وضياع  حق القصاص لشهدائهم وكانوا يلقون اللوم على الدولة وعلى القانون وعلى القضاء وكل من يحاول أن يهدىء من أوجاعهم واحتساب حق أبنائهم عند الله الى ان جاء حكم المحكمة بالاعدام  فارتسمت البهجة عى وجوههم وعادت الفرحة والسعادة اليهم.

وفى المقابل أهل الجناة والمحكوم عليهم بالاعدام تعالت صرخاتهم وزاد نحيبهم على ابنائهم ومنهم من يقسم ان ابنه برىء ومظلوم وان كان امرآ واردا –  فكيف لعشرة شباب فقط ان يقتلوا اربعة وسبعين مشجع من الشباب .

وتلوح فى الافق فكرة من خارج الصندوق وخاصة بعد مرور كل هذه السنوات ، وبعد حكم المحكمة  الذى أعاد لهم حق ابنائهم وما كانوا يسعون اليه  ،وبعد ان اصبح زمام الامور فى أيديهم ان يصفح أهل الشهداء عن الجناة  وأن يرتضوا بقبول  الفدية و(هذا امر شرعى )  ويحتسبوا شهدائهم عند الله وان عفوهم  سيكون فى ميزان حسناتهم وان كانوا لايريدون اموالا فعلى الاقل يستخدمونها فى عمل تذكار ثابت فى كل استاد لكرة القدم حتى استاد بورسعيد نفسه ، أو يستخدمونها فى عمل خيرى كصدقة جارية لهم تكون فى ميزان حسناتهم يوم القيامة وأن يحتسبوا شهدائهم عند الله والله عنده حسن الثواب

فمن ذاق الظلم لا يظلم ومن تجرع الآلم والحزن لن يكون مصدرآ للألام الأخرين–وليس هذا امر مفروض عليهم او يقلل منهم ولكنه يزيدهم حسنا واحسانا ورحمة — اتمنى ان تلين القلوب وتصفح  فالراحمون يرحمهم الله.

ولنتدبر جميعا قول الله تعلى في كتابه العزيز :(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا) الآية 92 سورة النساء . (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) الآية 40 سورة الشورى.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.