بروفايل.. “وداعاً أيها الغريب”.
في يوم 2 أبريل 2019 يكون قد مر عام علي تراحيل العراب الروائي أحمد خالد توفيق، الرجل الذي تنبأ بيوم وفاته في احدى رواياته، رحل الملهم وبقيت اعماله وكلماته حاضرة في أذهان محبيه من الشباب فهو الذي جعلهم يقرأون، كما أراد أن يكتب على قبره “جعل الشباب يقرأون” فعلمهم ماذا، رحيل العراب ترك في قلوب محبيه جرحاً لا يندمل بعد فقدانهم رمزاً من رموز الثقافة المصرية والعربية.
- ولد أحمد خالد توفيق في 10 يونيو 1962، في محافظة الغربية بمدينة طنطا التي أحبها ولم يفارقها أبداً، قال “أنا أتفق مع السادات في كرهي للقاهرة، كان دايما بيقول أنا برتاب من القاهرة والمثقفين اللي فيها”، بهذه الكلمات عبرّ توفيق، عن سبب عدم تفضيله المكوث في طنطا، بحواره مع الإعلامي خيري رمضان، ببرنامج “ممكن”.
- تزوج من طبيبة أخصائية صدر من المنوفية ولديه منها ابن اسمه محمد وابنة اسمها مريم
حصل على الدكتوراه من كلية طب طنطا عام 1997 بعد تخرجه منها، وعمل كأستاذ طب المناطق الحارة بجامعة طنطا، ثم التحق كعضو هيئة التدريس واستشاري قسم أمراض الباطنة المتوطنة في طب طنطا.
ثم اتجه للكتابة وبدأ بأدب الرعب وأصبح رائدا له في وقت لم يكن لهذا النوع من الكتابة يلقى راجاً بين القراء، ولاقت كتاباته نجاحات منقطعة النظير، وأصبح الشباب ينتظرون كتاباته.
وبدأ في العمل في المؤسسة العربية الحديثة عام 1992 ككاتب لسلسلة ” ما وراء الطبيعة ” وبطلها د. رفعت إسماعيل، الطبيب العجوز المتقاعد حول ذكرياته الشخصية وأحداثها الخارقة للطبيعة، وتفوقت هذه السلسلة على روايته الأولى “أسطورة مصاص الدماء” التي لم يعجبوا بها في المؤسسة ونصحوه بالاتجاه للروايات البوليسية، لكن قام الأستاذ حمدي مصطفى رئيس المؤسسة بمقابلته وتشكيل لجنة أخرى لدراسة الرواية كان من ضمن أعضاء اللجنة الأستاذ نبيل فاروق الشهير بسلسلة رجل المستحيل والذي أشاد بالرواية وطريقة كتابتها.
– وبعد “سلسلة ما وراء الطبيعة” أصدر سلسلتين “فانتازيا” وهي السلسلة الوحيدة التي تتمتع ببطلة نسائية وتحكي عن نوع نادر من الأدب العربي، بطلته عبير عبد الرحمن التي تخوض مغامرات خيالية مختلفة تقابل خلالها شخصيات تاريخية في فترات زمنية معينة، وسلسلة “سفاري” والتي تدور أحداثها في قارة أفريقيا حول فرقة طبية تحاول مكافحة الأمراض المختلفة رغم المشاكل والعقبات التي تواجهها
– كان العراب يختلي بنفسه في الليل والهدوء يخصصه للكتابة، وعن عشقه للكتابة قال عنه الكاتب أيمن الصياد في نعيه أنه “أنبل من عرفتهم حرفة الطب وغواية القلم”.
-من أكثر الروايات المفضلة للعراب “إيكاروس” التي صدرت عام 2015، وتدور أحداثها في عام 2020 حول معرفة المستقبل وقال عنها أكثر من مرة في أكثر من مناسبة أنها «كآبة من يعرف أكثر»، كلما زاد ما تعرفه زاد وزن الحمل الذي تمشي به على كتفيك، كلما عرفت أكثر كلما فقدت الأشياء ألوانها الرائعة وبانت عيوبها، بالضبط كلوحة جميلة جدًا معلقة على حائط.
-ومن أشهر رواياته وأوسعها انتشاراً “يوتيوبيا” والتي تحكي عن مصر في 2030 عن حياة مجموعة من الأغنياء قرروا بناء يوتوبيا خاصة بهم بعيدا عن مشاكل المجتمع، و “الأن نفتح الصندوق” و “الغرفة رقم207” و “السنجة” و “قصة تكملها أنت” و “شربة الحاج داوود” و “أفلام الحافظة الزرقاء” و “زغازيغ” و “ضحكات كئيبة” وهي مجموعة من المقالات الساخرة باللهجة العامية و “قهوة باليورانيوم” و “لست وحدك”
وأخر رواياته والتي صدرت بعد موته هي “أفراح المقبرة”، وكان قد انتهى من كتابتها قبل رحيله بشهرين، وسلمها إلى دار الكرمة للنشر، التي سبق أن أصدرت له رواية “في ممر الفئران”
اشتهر العراب كذلك بكتابة مقالات سياسية واجتماعية دورية في العديد من الصحف والمجلات العربية مثل اليوم الجديد، والتحرير الإخباري، وإضاءات، وبص وطل، كما أنه ترجم العديد من الأعمال الأجنبية ومنها أشهر أعماله الرواية العالمية “Fight Club” “نادي القتال” عن دار ميريت للنشر، وأعادت دار ليلى نشرها بعدها بعام وترجم أيضاً رحلة إلى مركز الأرض للأديب جون فيرن، وجزيرة الدكتور مورو لهربرت جورج ويلز، ورواية 1984 لجورج أورويل، والدكتور جيكل والسيد هايد لروبرت لويس ستيفنسون، وأليس في بلاد العجائب لتشارلز لوتويدج دودسون، وموبي ديك لهيرمان ملفيل
أصيب بنوبتين قلبيتين، الأولى في 2011 والثانية في 2015 نتج عنهما أن أجرى جراحة زرع جهاز مهمته مرابة النبض فإذا شعر باضطراب في القلب أطلق صدمة كهربائية تعيد القلب للحياة مرة أخرى، وأجبره الأطباء على الإقلاع عن التدخين.
ومن أشهر جمله ” لست متأكدًا من وجودي طويلًا بالدنيا، لكنني أتمنى أن أكون قد غرست داخل الجميع ذكرى طيِّبة تبقى للأبد ”
و ” إن كل إنسان مهما صغر شأنه يحوى طاقة روحية إنسانية يمكنك أن تحبها متى دنوت منها.. صحيح أن هناك أناسًا ميئوسًا منهم لا يمكن أن تحبهم مهما فعلت.. هؤلاء هم أغبياء الروح.. أصحاب الأرواح المغلقة”