بر الوالدين
بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد
في الاسبوع الماضي احتفلنا بعيد الام وهي مناسبة اجتماعية يحتفل بها الشعب المصري احتفاء بالأم وبعطائها ، وبكل ما تبذله من مجهود وتعبها من أجلنا فعطاؤها لا ينضب أبدا .
ففي هذا اليوم نعبر عن حبنا لها بتقديم الهدايا ، تعبيراً منا بتقدير تعبها وحبنا لها ، وذلك أسوة برسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا بالأم . ففي الحديث الشريف ،عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: أبوك).
فأوصانا الرسول بالام لأنها هي التي حملتنا تسع أشهر وأرضعتنا وكانت تسهر من أجلنا في تعبنا في مذاكرتنا. فهي الحضن الآمن بالنسبة لنا فمهما كبرنا نحتاج لحضنها ونصحها وبركتها .
فكيف نخسر كل هذا ، فنجد حالياً من يأخذ والدته ويضعها في دار مسنين ، ومنهم من يطردها في الشارع بلا مأوى ليأخذ المنزل لزوجته وأولاده ، منهم من يضربها ، ومنهم من يجلس على المحمول يحاكي زملائه ويتركها تعمل شغل البيت بلا مبالاه ، ونهم من ترك والدته وهي مريضة كورونا حتى توفاها الله وتحللت وتم الابلاغ عنها دون الشعور بها ، ومنهم من يحبسها في المنزل دون السؤال عنها .
هذا يحدث بسبب بعدنا عن الدين ، لماذا غفلنا عن قول الله تعالى في القرآن الكريم: “ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر لي ولوالديك إليّ المصير. وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون” لقمان:14-15 .
كما قال تعالى “ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً”. الأحقاف:15 .
كما قال تعالى “ :” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ”
(الإسراء : 23)
فكيف ننسى كلمات الله تعالى لنا وهو يوصينا بالوالدين أن نحسن إليهما وخاصة في الكبر ، كما أمرنا حتى لا نقل لهما أف ولا ننهرهما و لا نؤذيهم بكلمة ونقول لهما أحسن وأجمل الكلمات
هل نسينا أن الجنة تحت أقدام الامهات ،فقد جاء في السيرة النبوية أن أحد الصحابة أراد أن يجاهد مع الرسول الكريم فأمره الرسول الكريم أن يلزم أمه ” يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم يا رَسولَ اللَّهِ قالَ ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ”.
فأيها العاق لوالديك ، عليك بالتوبة الى الله العودة لبر الوالدين لان برهما له فضائل كثيرة منها : بِرُّ الوالدين من أقرب الطرق إلى الجنة. ارتباطُ رضا الله تعالى برضا الوالدين. بِرُّ الوالدين سبيل لزيادة في العمر والرزق. الوصولُ إلى الله ببرِّ الوالدين. برُّ الوالدين من أسباب المغفرة.
أحسن إلى الوالدين قبل وحتى لا يختفي بريق الذهب
28من مارس 202م
9