شئون عربيةفلسطين

بسبب عدوانها على غزة .. برشلونة تقطع العلاقات مع إسرائيل وتعلّق اتفاق التوأمة

كتب / محمد السيد راشد

في خطوة لافتة تحمل أبعادًا سياسية وأخلاقية، قرر مجلس بلدية برشلونة، بالإجماع، قطع العلاقات المؤسسية مع الحكومة الإسرائيلية وتعليق اتفاق “الصداقة والتوأمة” مع مدينة تل أبيب، وذلك “حتى يتم احترام القانون الدولي وضمان الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني”.

قرار بالإجماع ومساندة من الأحزاب اليسارية

وشمل القرار الذي صادق عليه المجلس نحو 20 بندًا، وأيده الحزب الاشتراكي الحاكم في المدينة وعدد من أحزاب اليسار وتيارات الاستقلال الكتالونية. وينص على قطع العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية الحالية وتعليق الاتفاق الموقع في 24 سبتمبر 1998 بين برشلونة وتل أبيب – يافا.

مبررات إنسانية وسياسية

أوضح رئيس بلدية برشلونة، الاشتراكي جاومي كولبوني، أن القرار يأتي نتيجة لما وصفه بـ”المستوى غير المقبول من المعاناة والموت” الذي تعرض له سكان قطاع غزة خلال الأشهر الـ18 الماضية، بالإضافة إلى “الهجمات المتكررة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية”، معتبرًا أن استمرار أي علاقات بين المدينتين أصبح أمرًا “غير قابل للاستمرار”، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

تدابير إضافية ضد التورط في الاحتلال

تضمن القرار توصيات تتجاوز صلاحيات البلدية، مثل دعوة مجلس إدارة معرض برشلونة إلى عدم استضافة أجنحة حكومية إسرائيلية أو شركات مرتبطة بـ”الإبادة الجماعية أو الاحتلال أو الفصل العنصري أو الاستعمار ضد الشعب الفلسطيني”، وفق نص القرار.

كما يجري النظر في توصية مماثلة لهيئة ميناء برشلونة تقضي بعدم استقبال السفن المتورطة في نقل الأسلحة إلى إسرائيل، في إشارة إلى تعزيز موقف المدينة المناهض لأي دعم مباشر أو غير مباشر للعدوان الإسرائيلي.

خلفية تاريخية ودلالات دولية

الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها برشلونة موقفًا مشابهًا؛ ففي فبراير 2023، قررت رئيسة البلدية السابقة، آدا كولاو، الناشطة الاجتماعية المعروفة، تعليق العلاقات مع إسرائيل بما في ذلك اتفاق التوأمة مع تل أبيب، قبل أن يُعاد تفعيلها بعد انتخاب كولبوني لاحقًا.

ويأتي هذا القرار بعد إعلان الحكومة الإسبانية بقيادة الاشتراكي بيدرو سانشيز، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين في 28 مايو 2024، بالاشتراك مع كل من آيرلندا والنرويج، في خطوة أثارت جدلاً داخل الاتحاد الأوروبي، ووضعت مدريد في صدارة الدول المنتقدة لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى