بشرى العلماء
بقلم / محمد يوسف رزين
اليوم 9 مارس يمر 25 عاما على ذكرى وفاة فضيلة العالم الكبير الشيخ محمد الغزالي.
كان الشيخ طوال عمره يدعو ويقول “اللهم ارزقني الوفاة في بلد حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم”. وكان أهل بيته يستغربون وكذلك تلامذته ويقولون هذا صعب للغاية. وشاء الله تعالى أن يدعى الشيخ لمؤتمر في الرياض قبيل وفاته عام 1996م وترجاه تلامذته ألا يذهب، لأن ظروفه الصحية لا تسمح، وحتى لا يتطاول عليه أحد من الأدعياء، كما كان الأطباء قد منعوه من السفر ومن الانفعال.
ولكنه صمم على السفر وألقى كلمة امام الحضور. وقام إليه أحدهم واتهم الشيخ محمد الغزالي بمعاداة السنة فانفعل الشيخ وعلا صوته وهو يدافع عن موقفه من السنة وكان آخر كلامه: “نريد أن نحقق في الأرض لا إله إلا الله”. وأصيب بذبحة صدرية وخر ميتا..
وبأمر من الأمير عبد الله بن عبد العزيز -ولي عهد المملكة العربية السعودية آنذاك- وبتوصية من الشيخ عبد العزيز بن باز-مفتي السعودية- نقل جثمان الشيخ إلى المدينة المنورة .
يقول العالم والداعية الكبير الدكتور زغلول النجار-حفظه الله-: لما حضر جثمان الشيخ للمدينة فوجئنا أن هناك طائرات خاصة أتت من جميع أنحاء العالم تقل ناسا كثيرين أتوا للصلاة على الشيخ الغزالي في المسجد النبوي وازدحم المسجد عن آخره وخرجنا بالجثمان إلى البقيع وكنا ندفنه، وقد امتد طابور المشيعين لمسافة طويلة، حيث ما زال الناس بالمسجد من كثرتهم ..
يقول الرجل الذي يتولى دفن الأموات بالبقيع: إن صاحبكم هذا أمره غريب كلما شرعت في حفر حفرة أجد الأرض لا تلين معي حتى جئت هنا ولانت معي الأرض بين قبري “نافع مولى عبد الله بن عمر ومالك بن أنس صاحب المذهب المالكي”.
ولهذا سمي الشيخ محمد الغزالي صاحب الميتة المخرصة فقد دفن يرحمه الله بين أهل الفقه وأهل الحديث لتكون بفضل الله ورحمته بشارة له جاءت ردا على من زعموا براءة أهل الفقه والحديث منه.
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة بجوار حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم.