
Table of Contents
Toggleإعداد: الشيخ // محمد محمود عيسى
أولًا: الفرق بين الجَنّات الأربع
توضح هذه الرسالة المباركة للمسلمين والمسلمات أن هناك فرقًا بيِّنًا بين صفات الجَنّات الأربع المذكورة في سورة الرحمن.
فالجنتان الأوليان المذكورتان في قوله تعالى:
﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾
يرجّح أن تكون إحداهما للإنس والأخرى للجنّ، وكذلك الجنتان الأخريان المذكورتان في قوله:
﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾
أيضًا هما جنة للإنس وجنة للجنّ، بدليل أن سورة الرحمن كلها خطاب للثقلين (الإنس والجن)، ومن أوضح الأدلة على ذلك قول الله تعالى:
﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾
في وصف الحور العين.
ثانيًا: درجات أهل الجنة
أهل الجنتين الأوليين: هم من خافوا مقام ربهم، وهم السابقون المقرّبون، كما وصفهم الله في سورة الواقعة وسورة الإنسان:
﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا﴾
﴿عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا﴾أهل الجنتين الأخريين: هم الأبرار وأصحاب اليمين، كما ورد في سورة الإنسان وسورة الواقعة.
ثالثًا: أواني الشراب ومكانتها
في الجنتين الأوليين: آنية من ذهب، وعيون خمر يشربون منها مباشرة بقدرة الله، مما يجمع لذّة النظر إلى العين مع لذّة الشرب، وتسمى “جنة النعيم” أو “جنّات النعيم”.
في الجنتين الأخريين: آنية من فضة، ويُشرب الخمر فيها في كأس ممزوج بمزاج من كافور أو زنجبيل.
رابعًا: صفات الحور العين
في الجنتين الأوليين: حورٌ عينٌ “قاصرات الطرف”، أي لا ينظرن إلا لأزواجهن، وهي أعلى مرتبة من وصف “مقصورات الطرف”.
في الجنتين الأخريين: حور مقصورات الطرف، وهي أدنى في الوصف من قاصرات الطرف.
خامسًا: وصف الأشجار
في الأوليين:
﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾
أي شجر أخضر يفرح القلب ويبهج النفس ويُسعد العين.في الأخريين:
﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾
أي خضراوان داكنتان، أقل جمالًا من “ذواتا أفنان”.
سادسًا: عيون الجنة
في الجنتين الأوليين:
﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾
الجريان يدل على الاستمرار والانسيابية.في الأخريين:
﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ﴾
النضخ أقل شأنًا من الجريان.
سابعًا: الفرش والمجالس
في الأوليين: بطائن الفُرُش من إستبرق (حرير سميك فاخر)، ولم يُذكر ظاهرها، مما يدل على عِظَمها.
في الأخريين:
﴿مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾
أي وصف اللون والمظهر فقط، وهو أقل تفصيلًا من وصف فرش الجنتين الأوليين.
ثامنًا: عدد أهل كل جنة
في الجنتين الأوليين: أكثر من الصحابة، وأقل ممن بعدهم.
في الجنتين الأخريين: كثير من الصحابة وكثير ممن جاءوا بعدهم من المسلمين.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنتين العاليتين، وأن يرزقنا الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقًا