الصراط المستقيم

بشريات من الأقصى

كتب هانى حسبو

سيظل المسجد الأقصى بوصلة الأحداث في عالمنا الإسلامي إلى أن يأذن الله عز وجل.تلك البقعة المباركة التي باركها المولي سبحانه وتعالى كما نص القرآن على ذلك فقال سبحانه:
“سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير “الإسراء1
تلك هي أولى البشريات التي نستلهمها من الأحداث التي مرت بالأقصى مؤخرا فالأقصى وما حوله أرض البركات وأرض الخيرات ومن كانت هذه صفاته فلنعلم أن الله عز وجل منجز وعده لهم وناصرهم لا محالة.
البشرى الثانية هي من النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال:
“لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس” أخرجه الإمام أحمد والطبراني.
فلقد شاهدنا تطبيقا عمليا لهذا الحديث المبارك في طيات أحداث الأقصى الأخيرة فلقد استحق أبطال الرباط من شباب وشيوخ ونساء وكهول أن ينالوا شرف النصر ولو جزئيا على هذه الدولة المغتصبة وكيف أرغموا على إلغاء كل التدابير التي كانوا ينون اتخاذها حيال هذا المسجد المبارك.
لا أنسى أبدا صورة المصلين وهم يصلون وفي وسطهم شاب نصراني يشاركهم هذه اللحظات الإيمانية وبجانبه شاب مسلم لو رأيته في شوارعنا لقلت هذا شاب مرفه لأن تسريحة شعره توحي لك بهذا.
الصورة الأخرى لهذه السيدة المسنة التي ما منعها كبر سنها أن تشارك المرابطين رباطهم.
الصورة الثالثة صورة الشيخ عكرمة صبري خطيب ومفتي القدس السابق الذي عذره الله لكبر سنه فأبى إلا أن يأخذ بالعزيمة لا بالرخصة ويصاب بعد ذلك.
صور مشرقة تدلك لا محالة على أن الخير كل الخير في هذه الأمة بشرط أن تحقق شروط النصر.
البشرى الثالثة هي إحياء قضية الأقصى في قلوب و نفوس المسلمين فالمسجد الأقصى هو قبلة المسلمين ، وهو مسرى رسول الله ومعراجه إلى السماء ، ومنه أعلن الله إمامته على الأنبياء تشريفا وتكريما له من ربه جل جلاله
وهو أحد المساجد التي تشد إليها الرحال مع المسجد الحرام والمسجد النبوي.
البشرى الأخيرة هي أننا نملك سلاحا عظيما نستطيع أن نصنع به المعجزات إنه “الإعلام” فبفضل من الله استطعنا متابعة الأحداث لحظة بلحظة عن طريق مواقع التواصل والإعلام الجديد فلم يعد هناك شئ يخفى على أحد فالتقنية الحديثة قربت المسافات وجعلت العالم كله قرية صغيرة.
فبسلاح الإعلام لم يعد للزيف مكان ولم يعد للتضليل مكان فكل شئ موثق تماما.
فهذا درس في كيفية توظيف الإعلام لنصرة الدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.