بصقة في وجه إسرائيل .. يوم تاريخي عالمي ضد إسرائيل في الأمم المتحدة

بقلم / الدكتور محمد النجار 

    إنه اليوم التاريخي الذي فقدت فيه اسرائيل موقعها الإعلامي وزوال المظلومية التي كانت تتخفى فيها.  إنه يوم الجمعة 26-09-2025م الذي ما إن صعد  فيه  النتنياهو الى منصة الأمم المتحدة ليلقي خطابه إلا وبدأت الوفود الدبلوماسية لمعظم دول العالم  في مغادرة القاعة التي أصبحت شبه فارغة إلا من الوفد الاسرائيلي المرافق للنتنياهو تقريبا.

البصقة القوية برذاذ الاحتقار لاسرائيل

   إنها الصفعة القوية ، بل البصقة القوية المليئة برذاذ الإحتقار والإزدراء في وجه  النتنياهو الذي ظن أنه يسيطر على رؤساء وملوك دول العالم في مواجهة إبادته الجماعية لشعب غزة وكل الشعب الفلسطيني العظيم، وتدنيس مساجدهم وكنائسهم ومقدساتهم.

 إنها البصقة المعنوية الصامتة المفاجئة التي ملأت وجه النتنياهو فتغيرت ملامحه وأربكت خطابه المملوء  بالأكاذيب والافتراءات والخداع  والخزعبلات الصهيونية.

القاعة الخالية كشفت إزدراء العالم لاسرائيل

 وإعترفت القناة الـ12 الاسرائيلية  بأن مغادرة وفود الدول قاعة الجمعية للأمم المتحدة عند صعود النتنياهو (((بأنه إثبات لنظرة العالم لإسرائيل))).

  وكشفت القناة الـ12 الاسرائيلية  عبر مراسلها أن قاعة الأمم المتحدة التي بها نتنياهو فارغة بالكامل تقريبا . وأن الوفد الاسرائيلي حاول تدارك الموقف فوقفوا يصفقون في محاولة التمويه والتغطية على انسحاب وفود الدول.

145 دولة قاطعت خطبة النتنياهو

    وقد غادرت وفود الدول قاعة خطبة النتنياهو وعددها (((143))) دولة  من بين عدد (((193)) دولة عضو بالامم المتحدة ، وأصبحت القاعة شبه فارغة.

الإمارات والبحرين لم يغادرا خطاب النتنياهو

    في الوقت الذي غادرت فيه كل وفود دول العالم تقريباً قاعة خطاب المجرم النتنياهو إلا أن دولتين عربيتين لم تغادرا القاعة ولم يقاطعا خطابه وهما(((الإمارات والبحرين))).   ولم تشفع مواقف هاتين الدولتين لهما عند اسرائيل عندما تحين ساعة الإنقضاض عليها وما هجوم اسرائيل على  قطر عنهما ببعيد .

انكشاف حقيقة خطراسرائيل على البشرية أجمع

    لقد كشفت المقاطعة الشديدة لعدد (((143))) دولة لخطاب النتنياهو ، كشفت إدراك دول العالم لخطورة اسرائيل وحكوماتها  المجرمة التي تتخفى في ثياب الضعف ومعاداة السامية.إلا  إن الإبادة الجماعية وشلال الدماء الذي لم يتوقف من الاطفال والنساء والشيوخ  وتدمير المنازل والمستشفيات والكنائس والمساجد  فوق  رؤوس الناس  وقطع المياه والتجويع طوال سنتين ، إنما كشف حقيقة اسرائيل والصهيونية التي تمثل خطراً ليس على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين  فحسب ، بل أصبحت نموذجا للخطر الأكبر على البشرية أجمع .

هل يستقيظ العالم العربي والاسلامي

أليس هذا الإنكشاف العالمي لدولة اسرائيل الذي عبرت عنه  شعوب العالم  بالتظاهر المستمر لمدة سنتين ومازالوا يتظاهرون ويطالبون يإيقاف الحرب البشعة ومعاقبة اسرائيل!!

 وأليست المقاطعة الشاملة لخطاب النتنياهو في الأمم المتحدة تعبيرا عن اشمئزاز وغضب حكومات العالم تقريبا مما تفعله اسرائيل منذ عامين من قتل وإبادة وتجويع لشعب غزة !!

 أليست كل هذه المواقف الشعبية و الدولية كافية لاتخاذ الحكومات العربية مواقف جادة ضد اسرائيل لإيقاف الحرب القذرة ضد شعب غزة؟؟؟

وأليست الحكومات العربية في حاجة لتأمين  أمنها القومي الذي تنتهكه اسرائيل؟وكان آخر هذه الانتهاكات ضد (((دولة قطر -الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الامريكية- وفي ارضها قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة))) ، والتي لم تتصدى للهجوم الاسرائيلي على  الاراضي القطرية في محاولة لقتل وفد حماس المتواجد في قطر للتفاوض حول عملية وقف إطلاق النار مع الكيان الاسرائيلي ؟؟؟

   إنها اسرائيل العدو الاستراتيجي للعرب والمسلمين والتي لا عهود لهم ولا مواثيق.

فستذكرون ما أقول لكم

   إن هذه التذكرة ليست لانتقاد أحد ، إنما تذكير بالخطر المحيط بالوطن العربي كله ،  الحكام والمحكومين ، وندعو الله أن يستيقظ الجميع قبل فوات الأوان

﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ غافر44

د.محمد النجار 29-09-2025 فجر الاثنثن 7 ربيع الثاني1447هـ (طوفان الاقصى)