Site icon وضوح الاخبارى

بطل من ذوي الهمم يحول المحنة الى منحه

بطل من ذوي الهمم يحول المحنة الى منحه 1

 

 

كتبت.نجوي رجب

لم يكن اليوم العالمي لذوي الاحتياجات هذا العام يوما تقليديا بالنسبة لمصر والمصريين، ففي ظل الاهتمام الشخصي للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بكافة ملفات ذوي الهمم؛ أستطاع كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يعبروا عن طاقاتهم وقدراتهم المكنونة التي عبر عنها السيد الرئيس في مؤتمر قادرون باختلاف “بالكنز” الذي تمتلكه مصر. بطل اليوم الذي احتفت به مصر واستضافته جمعية العفو المصرية والاتحاد المدني لحقوق الإنسان من أجل تكريمه ولاتاحة الفرصة له من أجل الحديث عن تجربته وانجازه العلمي هو الدكتور أيمن يوسف الذي قدم أول رسالة علمية عن الاعاقات غير المرئية بجامعة نيويورك الدولية وذلك من أجل الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراة في علوم الأعصاب والصحة النفسية والتأهيل، وقد ركزت ابحاثه على دراسة الجذور الجينية والبيئية والنفسية لمتلازمة الفيبروميالجيا ومتلازمة الإم إي ومتلازمة الاجهاد المزمن ، وهي المتلازمات المصاب بها منذ الطفولة واصبحت في تزايد مستمر ونسبة اعداد المصابون بها في إرتفاع مع تصاعد وتيرة المسببات المناخية والبيئية والتحورات الجينية المصاحبه لنمط الحياة الحديثة.

تحدث الدكتور أيمن يوسف عن طبيعة امرض الفيبروميالجيا ومتلازمة الاجهاد المزمن ومتلازمة ال إم إي، وتحدث عن طبيعة التداخل بينها باعتبارها اضطرابات تصيب الجهاز العصبي المركزي وتؤثر على العضلات مع بعض الفروق في طغيان اعراض على اعراض بحسب المتلازمة المصاب بها الفرد ، وفي حال الاهصابة بعدد من تلك المتلازمات مجتمعه فإن حياة المريض تتحول إلى جحيم، خاصة في ظل غياب الوعي المجتمعي ونقص الخبرة الطبية وجهل المحيطين، وقد تطرق في حديثه عن طرق التشخيص والعلاج الفحديثه التي وصفها بأنها “الأمل” الذي يتمنى اقراره في الأنظمة الصحية في مصر والوطن العربي، فالعلاجات الجينية والصيغ النشطة من العناصر البنائية لخلايا الجهاز العصبي المركزي التي تفصّل لكل مريض وفق حالته، بالاضافة للعلاج الطبيعي والتأهيل النفسي والرياضة العلاجية المناسبة مع العلاجات التقليدية؛ اصبحوا البرتوكول المعتمد في الأنظمة الصحية المتطورة لهؤلاء المرضى، وأتى هذا البروتوكول بنتائج مذهلة أهلت العديد من المرضى واستعاد به الكثير من المصابون نشاطاتهم وحياتهم الطبيعية بنسبة كبيرة.
وعن مصطلح الاعاقات غير المرئية أشار الدكتور أيمن بأن مقياس تطور الشعوب والمجتمعات تقاس بمدى تقبل الإختلاف وأصحابه مجتمعيا وأسريا وتشريعيا وحقوقيا، وأن مصطلح الاعاقات غير المرئية هو أحد أهم وأحدث المصطلحات التي ضمتها الأنظمة الصحية والإنسانية المتطورة، حيث يندرج تحته مجموع المتلازمات التي تصيب الجهاز العصبي المركزي كالفيبروميالجيا والإم إي ومتلازمة الإجهاد المزمن ومرض عدم تحمل الجهد النظامي، وأن المصابون بتلك المتلازمات يمتلكون مواهب حقيقية وقدرات لا محدودة رغم المعاناة الشديدة التي يواجهونها حسيا وحركيا وذهنيا، كل ذلك دون أن يبدو على المريض في شكله الخارجي مقدار الاصابة ومدى احتياجه لمتطلبات خاصة من أجل التكيف أو أداء الوظائف الحياتية اليومية، مع صعوبه واضحه في التشخيص والعلاج الخاطئ، ما عرض الكثيرين إلى التنمر والرفض وخسارة الأعمال والوظائف وصولا الى الفصل التعسفي من جهات العمل والمدارس، وتحدث الدكتور أيمن يوسف عن فرص هؤلاء المرضى وأصحاب الاعاقات غير المرئية في الجمهورية الجديدة، حيث اشار إلى أن مصر اتجهت لتبني نموذج نوعي لحقوق الانسان يتقبل كافة الفئات ويضمهم تحت مظلة الوطن دون إهمال لأحد، وأن رؤية مصر 2030 تتيح للجميع المشاركة والتعاون من أجل بناء مصر جديدة خاصة ذوي الهمم الذي يحظون برعاية خاصة من قبل السيد الرئيس، وأنه بذلك يمتلك أصحاب الاعاقات غير المرئية ومتلازمات كمتلازمة الفيروميالجيا ا الاجهاد المزمن أو الإم إي- فرصا أكبر من أجل الاعتراف بهم ومنح حقوقهم ورعاية قدراتهم وفرصهم في التأهيل والمشاركة والتعافي، مشيرا الى ريادة مصر دوما ومبادراتها الخلاقة في المنطقه يدعونا إلى المناشدة بأن تكون مصر أول دولة في المنطقة العربية والشرق الأوسط هي من تتبنى هذا الفكر وتدرج هؤلاء المرضى رسميا في اللوائح التنفيذية للقوانين وتوفر احتياجاتهم الخاصة وبرتوكولات علاجهم الحديثة وتتجه نحوهم من أجل تقديمهم كنماذج ملهمه وخلاقة قادرة على الإنجاز والمشاركة وبناء الوطن.
وقد حرصت جمعية العفو المصرية والتحالف المدني لحقوق الانسان برئاسة الدكتور محمد فواز في ختام الحفل على تقديم درع التميز للدكتور أيمن يوسف تقديرا لجهوده البحثية والعلمية في هذا المجال وعدة مجالات أخري ، ودعما من المنظمون لكافة ذوي الهمم وأصحاب القدرات الخاصة الذي يقدمون لأنفسهم ولبلادهم نموذجا للاصرار والإرادة والعلم والعمل.

Exit mobile version