بعد أداء القسم أمام البرهان… وزراء يتعهدون بالعمل الجماعي للخروج بالسودان من أزمته

✍️ كتبت: د. هيام الإبس
أدى وزراء العدل، المالية، المعادن، الشؤون الدينية والأوقاف، الثقافة والإعلام، الصناعة والتجارة، الحكم الاتحادي، والموارد البشرية والرعاية الاجتماعية، اليمين الدستورية أمام رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بحضور رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، ورئيس القضاء عبد العزيز فتح الرحمن، والأمين العام لمجلس السيادة الفريق ركن د. محمد الغالي علي يوسف.
وفور أداء القسم، عقد رئيس مجلس السيادة اجتماعًا مشتركًا مع رئيس الوزراء والوزراء المعنيين، حيث جرى التأكيد على أهمية ترسيخ روح العمل القومي بعيدًا عن الانتماءات الضيقة، باعتبارهم وزراء لكل أبناء السودان.
وأكد وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية، معتصم أحمد صالح، أن الحكومة الجديدة هي “حكومة مشروعات وليست حكومة تشريفات”، مشددًا على الالتزام الكامل بالعمل بروح الفريق الواحد لعبور المرحلة الانتقالية وإنهاء الأزمة الوطنية الراهنة.
رؤية أمريكية جديدة لإنهاء الحرب في السودان
من المرتقب أن تعقد اللجنة الرباعية المعنية بالسودان، والتي تضم الولايات المتحدة، الإمارات، مصر، والسعودية، اجتماعًا رفيع المستوى بالعاصمة واشنطن في 20 يوليو الجاري، بعد تأجيلات سابقة بسبب خلافات حول مشاركة الأطراف السودانية.
مبادرة أمريكية تقوم على مسارين:
كشف مصدر دبلوماسي رفيع في واشنطن عن أن الاجتماع سيناقش رؤية أمريكية لإنهاء الحرب، تقوم على مسارين أساسيين:
-
إعلان الوقف الفوري للأعمال العدائية.
-
إجراء محاولة جديدة للجمع بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي”.
ومن المتوقع حضور ممثلين رفيعي المستوى من الدول المشاركة، وسط رغبة أمريكية في بلورة موقف موحد قد يتضمن تنازلات سياسية من بعض الأطراف الإقليمية، بحسب ما نقلته “سودان تربيون”.
غياب مدني عن مشهد المفاوضات
في المقابل، صرّح المتحدث باسم تحالف “صمود”، جعفر حسن، أن الإدارة الأمريكية لم توجه دعوة لرئيس التحالف عبد الله حمدوك لحضور اجتماع الرباعية، رغم اقتراح سابق بمشاركة قيادات من الحكومة المدنية التي أُطيح بها في انقلاب 25 أكتوبر 2021.
ورغم هذا الغياب، أشار حسن إلى أن اجتماع الرباعية الشهر الماضي في واشنطن أنتج مخرجات مهمة يمكن البناء عليها، أبرزها:
-
وقف إطلاق النار
-
حماية المدنيين
-
تسهيل وصول المساعدات
-
تهيئة مسار سياسي نحو حكم مدني
اختفاء غامض لـ28 سودانيًا في صحراء تشاد والسودان
في حادثة مأساوية وغامضة، اختفت سيارة تقل نحو 28 لاجئًا سودانيًا، بينهم نساء وأطفال، في قلب الصحراء الواقعة بين تشاد والسودان، منذ 29 يونيو الماضي.
وبحسب نداء إنساني أطلقته إحدى قريبات المفقودين، فقد تعطلت السيارة من طراز “تندرا” أثناء العودة من تشاد إلى السودان، وغادر السائق الموقع للبحث عن قطع غيار، لكنه عند عودته لم يجد السيارة ولا ركابها.
عمليات البحث المستمرة حتى اليوم لم تثمر عن أي نتائج، وسط غياب أي أثر ميداني أو معلومات رسمية عن مصير الركاب، في منطقة تتسم بظروف أمنية ومناخية قاسية.
غضب شعبي داخل معسكر “أدري” بسبب افتتاح حانة للخمور
فجّرت خطوة افتتاح حانة لبيع الخمور داخل معسكر “أدري” للاجئين السودانيين بشرق تشاد، موجة غضب واستنكار واسع بين اللاجئين وقيادات المجتمع المحلي، وسط تحذيرات من تداعيات اجتماعية وأمنية خطيرة تهدد استقرار المعسكر.
الحانة.. تهديد لقيم اللاجئين
تشير مصادر من داخل المعسكر إلى أن الحانة أُنشئت مؤخرًا وتدار بواسطة مواطن تشادي، وتعمل بشكل شبه علني داخل حدود المعسكر، في خطوة وُصفت بأنها انحراف خطير عن أهداف مراكز الإيواء الإنسانية، التي تستضيف الآلاف من ضحايا الحرب من النساء والأطفال.
عبّر وجهاء وشيوخ المجتمع السوداني في المعسكر عن رفضهم الشديد، معتبرين أن وجود الحانة يُمثل:
-
انتهاكًا للقيم الدينية والثقافية
-
إساءة مباشرة للكرامة الإنسانية
-
تهديدًا للنسيج الاجتماعي الهش
دعوات رسمية وشعبية لإغلاق الحانة فورًا
قدّم اللاجئون شكاوى عاجلة إلى السلطات المحلية بولاية وداي، وكذلك إلى المنظمات الأممية والإغاثية العاملة في المنطقة، مطالبين بـالإغلاق الفوري للحانة ووقف نشاطها بالكامل.
وأكد المحتجون أن استمرار هذا النشاط داخل بيئة يعاني سكانها من آثار الحرب والنزوح، يمثل خرقًا واضحًا لحقوق اللاجئين في العيش الكريم والأمن المجتمعي، ويُغذي سلوكيات مرفوضة كالعنف، والتحرش، والانحرافات الأخلاقية.
السودان في مفترق طرق.. ومسؤولية مشتركة لإنهاء الأزمة
بين مشهد سياسي مأزوم وتحركات دبلوماسية متسارعة، يعيش السودان واحدة من أخطر مراحل تاريخه الحديث، حيث تتداخل الأبعاد الإنسانية والأمنية مع رهانات الحلول الدولية.
إن تعهد الحكومة الجديدة بالعمل كفريق واحد هو خطوة ضرورية، لكنها تحتاج إلى دعم مجتمعي، وإرادة حقيقية من أطراف النزاع، وموقف دولي موحّد يُنهي الحرب لا يُديرها.
الحكومة الانتقالية في السودان – البرهان – كامل إدريس – الحرب في السودان – الدعم السريع – اللجنة الرباعية – واشنطن – المفاوضات – حمدوك – اختفاء لاجئين – معسكر أدري – اللاجئون السودانيون – الأزمة السودانية – السلام في السودان – وضوح الإخباري