بعد سقوط هجليج.. “الجيش الشعبى” يمهل الجيش السودانى لتسليم كادوقلى والدلنج وإلا المواجهة

كتبت – د.هيام الإبس
في تهديد مباشر يُشير إلى تصاعد وتيرة العمليات في جنوب كردفان، أصدر الجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو (المتحالف مع قوات الدعم السريع)، بياناً اليوم يطالب فيه القوات المسلحة السودانية بالإنسحاب العاجل وتسليم مدينتي “كادوقلى” و”الدلنج” في ولاية جنوب كردفان.
وأكد الجيش الشعبي في بيانه أن السيطرة على المدينتين الاستراتيجيتين هي “مسألة وقت”، وأن التسليم هو الخيار الأفضل لتجنب الخسائر.
مناشدة بالإنسحاب وفتح الممرات
ووجه رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال، عزت كوكو أنجلو، مناشدة مباشرة لـ “العقلاء والشرفاء” من منسوبي ما أسماها بـ “القوات المسلحة السودانية ومليشياتها”، طالباً منهم:
الإنسحاب العاجل والتسليم دون خسائر؛ وذلك “حقناً لدماء المواطنين الأبرياء العزل، وحفاظاً على مدينتي كادوقلى والدلنج من الخراب والدمار”.
فتح ممرات لخروج المواطنين إلى مناطق آمنة وعدم منعهم من حماية أرواحهم.
وشدد البيان على أن الجيش الشعبي لتحرير السودان يحرص بشدة على أمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم، مختتماً بتأكيد أن “النضال مستمر والنصر أكيد”.
ويأتى هذا التصريح في وقت يشهد فيه السودان تصعيداً واسعاً على جبهات متعددة بين الجيش والدعم السريع وحلفائه، بعد سيطرة الدعم السريع الأخيرة على حقل هجليج النفطي الاستراتيجي.
الدعم السريع تسيطر على حقل هجليج النفطي
فى السياق ذاته، أكدت تقارير إعلامية ومصادر عسكرية أن قوات الدعم السريع أعلنت يوم الاثنين، سيطرتها الكاملة على حقل هجليج النفطي الاستراتيجي في ولاية غرب كردفان.
وجاءت السيطرة بعد هجوم شنته قوات الدعم السريع على مواقع اللواء 90 مشاة التابع للجيش السوداني، مما أدى إلى انسحاب القوات العسكرية والفرق الهندسية والشركات العاملة نحو أراضي جنوب السودان.
ويُعد حقل هجليج أكبر حقول النفط في السودان، وتُعزز هذه السيطرة الموقف الاقتصادي للدعم السريع بشكل كبير، في سياق التصعيد الميداني المستمر منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
أكبر حقل نفطي في مرمى النيران
يُعتبر حقل هجليج القلب النابض لقطاع النفط السوداني، حيث يضم 75 بئراً ومحطة معالجة مركزية، وكان ينتج حوالي 64 ألف برميل يومياً قبل تدهور الأوضاع، كما يُستخدم الحقل لمعالجة وتصدير نفط جنوب السودان عبر خط أنابيب يمتد إلى بورتسودان.
وقد أوقف الإنتاج بالكامل بعد سيطرة الدعم السريع، مما يُنذر بضربة قوية لإيرادات كل من السودان وجنوب السودان.
ونشر مقاتلون من الدعم السريع مقاطع فيديو تُظهر تواجدهم داخل الحقل، بما في ذلك مستودعات وأنابيب النفط، فيما أعلنت الإدارة المدنية التابعة للدعم السريع عن تشكيل قوة خاصة لحماية الحقل من أي أعمال تخريب.
روايتان للانسحاب: تفاوض أم تكتيك؟
أشارت قوات الدعم السريع إلى أن السيطرة جاءت عقب “مفاوضات” أدت إلى انسحاب سلمي من المواقع.
في المقابل، أكد مصدر في الجيش السوداني لقناة الجزيرة أن الانسحاب كان مُتعمداً ومدروساً وجاء بهدف “تجنب تدمير الحقول”، مشيراً إلى تفعيل احتياطات السلامة وإجلاء العاملين المدنيين دون إصابات. وتأتى هذه التطورات بعد سيطرة الدعم السريع على الفرقة 22 مشاة في بابنوسة مطلع ديسمبر الجاري، مما دفع ضباطاً وجنوداً من اللواء 90 للانسحاب عبر الحدود.
تداعيات اقتصادية وعسكرية
تُنظر إلى سيطرة الدعم السريع على هجليج كضربة عسكرية واقتصادية كبرى للجيش السوداني، حيث تعزز سيطرة الدعم السريع على إقليم غرب كردفان بالكامل.
وتشير مصادر إلى أن السيطرة على هذا المورد الرئيسي قد تُعقّد صفقات السلام المستقبلية، خاصة في ظل هدنة أُعلنت مؤخراً لم يوافق عليها الجيش.
وفي سياق الرد العسكري، أعلن الجيش السوداني تقدمه في مناطق أخرى بكردفان الثلاث، وسيطرته على مواقع للدعم السريع، بالإضافة إلى صد هجمات مسيرات في الدمازين بولاية النيل الأزرق، في محاولة لتعويض الخسائر الاستراتيجية.
كما تثير تقارير حول وجود مرتزقة يرتدون زي الجيش الجنوب سوداني داخل المنطقة مخاوف إقليمية بشأن التنسيق مع قوات جنوب السودان.




