بعد ضرب صاروخ الحوثي لمطار بن جوريون.. كاتب إسرائيلي يكشف مأزق إسرائيل السياسي والعسكري

كتب / محمد السيد راشد
في تحليل ناري نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، سلط الكاتب والصحفي الإسرائيلي نداف إيال الضوء على أبعاد وتداعيات سقوط صاروخ حوثي في مطار بن جوريون، معتبراً أن الحادثة تمثل نقطة تحول خطيرة في صراع إسرائيل في المنطقة، وعلى رأسها اليمن وإيران.
صراع بلا نهاية.. وخسائر تراكمية
يقول إيال: “الصاروخ الذي سقط قرب مطار بن جوريون ذكرنا بثلاث حقائق مؤلمة: أولها أن الحرب لم تنتهِ في غزة ولا في المنطقة، ثانيها أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية مهما بلغت قوتها ليست منيعة تماماً، وثالثها أن إسرائيل لا مصلحة لها في حرب مفتوحة لا نهاية لها، خاصة مع موجة إلغاء الرحلات الجوية الأجنبية التي تضر بالاقتصاد وبسمعة البلاد الدولية.”
ويشير الكاتب إلى أن مطار بن جوريون كاد أن يتعرض لكارثة، لولا انحراف طفيف في مسار الصاروخ، قائلاً: “لو انحرف قليلاً فقط، لكان أصاب طائرات ركاب أو المبنى الرئيسي، وعلى شركات الطيران الأجنبية الآن إعادة تقييم مخاطر الهبوط في إسرائيل.”
اليأس من نموذج بن غوريون والعودة إلى خيارات كارثية
يؤكد إيال أن العقيدة الأمنية الإسرائيلية القديمة التي تبنت الحروب القصيرة لم تكن ضعفاً، بل إدراكاً لضعف العمق الاستراتيجي للدولة واعتمادها الكبير على الدعم الخارجي. ويضيف: “الوضع الآن يجعل المجتمع الإسرائيلي والاقتصاد رهينة حرب لا أفق لها، وتهديد الحوثيين يضيف عبئاً على الجيش الإسرائيلي الذي يُسحب إلى مواجهة طويلة الأمد في غزة.”
كما تطرق إلى حديثه مع رجال أعمال ألغيت رحلاتهم إلى إسرائيل، مشيراً إلى أن حادثة مطار بن جوريون ستخلف أضرارًا متراكمة طويلة الأمد على صورة إسرائيل في العالم.
الانقسام داخل القيادة الإسرائيلية والجيش يرفض خطة الاحتلال الكامل
بحسب التقرير، فإن هناك انقساماً داخل القيادة الإسرائيلية، بين من يدفع نحو احتلال كامل لقطاع غزة، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وبين قيادات الجيش الذين يحذرون من مغبة هذا الخيار. ونقل إيال عن مصادر عسكرية قولها إن تنفيذ هذه الخطة سيؤدي حتماً إلى مقتل رهائن.
كما حذر من أن استمرار الحرب سيجعل نتنياهو يواجه معضلة خطيرة: إما الرضوخ لصفقة محدودة، أو المخاطرة بتفكك حكومته.
ترامب في المنطقة.. صفقة سلام أم استغلال سياسي؟
أبرز التقرير أهمية زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المرتقبة إلى المنطقة، التي تأتي في إطار مساعيه للحصول على “جائزة نوبل للسلام” من خلال توقيع اتفاق سلام سعودي-إسرائيلي، رغم مؤشرات التراجع السعودية عن فكرة التطبيع في ظل استمرار الحرب في غزة.
وأشار الكاتب إلى أن ترامب يسعى لجني مكاسب اقتصادية وأمنية دون أن تشمل زيارته إسرائيل، في ظل تدهور علاقات نتنياهو بواشنطن، قائلاً: “حتى مصادر سعودية باتت تقول إن نتنياهو لم يعد الحل، بل المشكلة.”
توتر متصاعد بين واشنطن وتل أبيب
اختتم نداف إيال مقاله بالإشارة إلى تصاعد التوتر بين حكومة نتنياهو والإدارة الأمريكية، حيث تُتهم إسرائيل بمحاولة جرّ واشنطن إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة تركيز جهودها على مواجهة التهديد الصيني.
كما لفت إلى تقارير إعلامية أمريكية تحدثت عن أن مستشار الأمن القومي مايكل فلين تم فصله من منصبه جزئياً بسبب اتصالاته مع مسؤولين إسرائيليين، وهي تقارير لم تنكرها واشنطن بشكل قاطع، ما يشير إلى أزمة ثقة غير مسبوقة.