بعد مرور 60 يوما .. من انتصر في حرب غزة المقاومة أم الاحت.لال ؟
بقلم / محمد السيد راشد
كي نستطيع ان نقيم من حقق النصر العسكري في حرب غزة ينبغي النظر إلى عدة معايير وتحليلها بدقة . وأهم معايير النصر هي :
-تحقيق الأهداف المعلن عنها :وهنا نجد المقاومة تفوقت فقد نجحت المقاومة بخلع الحجاب الوهمي عن الاحتلال، وكشف المستور عما يدور خلف الايهامات الإعلامية حول الجيش الذي لا يقهر. أما الاحتلال أهدافه هو الاندماج بالتطبيع والتوسع جغرافيا والقضاء علي المقاومة المسلحة ولم تحقق ولا شيء منها .
-التعبئة المعنوية وزيادة الثقة بالنفس: وهذه تفوقت المقاومة بها أيضا فقد نجحت المقاومة من بعد السابع من أكتوبر من قلب الطاولة التي اتفق عليها الغرب واسرائيل وبعض الأنظمة العربية، علي القضاء علي المقاومة وتجفيف منابع تمويلها وتسليحها ولم ينجحوا. أما الاحتلال فحالته النفسية سيئة جدا ومازالت ولازالت وستظل هكذا لأن، القناع قد سقط وشاهد العالم جميعه الوجه الآخر الحقيقي للغرب وإسرائيل.
-التأييد الشعبي العام :وهذا قد حدث مع المقاومة فكان التأييد الشعبي عالمي وشهده الجميع اما الاحتلال فقد أكثر من ٩٠ في المائة من الرأي العام العالمي الداعم له، وقد رأينا ذالك في تغيير وجهات النظر العالمية بخصوص الاحتلال .
-النتائج العسكرية : أغلبها تصب في صالح المقاومة ،أما الخسائر المدنية فلا يرتكز عليها كثيرا لمعرفة المنتصر ،رغم وجود القنابل الارتجاجية الأمريكية وأغلب الأسلحة المتطورة ولكن في النهاية مواجهات الإنفاق، ستكون مذهلة .
-المنتصر يفرض رأيه : وهذا واضح من تغيير كثير من الأنظمة من كلامهم وبياناتهم، حتي لو انهم خلف الستار يدبرون عكس ذالك ولكن يكفي تغيير تسمية المقاومة بالإرهاب إلي تسميتها مقاومة .
– المؤسسات الدولية ترفض عدوان الاحتلال :وهذا يعتبر نصر كبير ،رغم عدم وجود أي دور فعال للمؤسسات الدولية . وهذا واضح من موقف الامين العام للمنظمة الدولية ومديري المنظمات الدولية التابعة لها .
– دراسة بعض عناوين الصحف العالمية تحمل تأكيدات بانتصار المقاومة :
* لو فيجارو الفرنسية :خيبة أمل حلت بعد إعطاء الهدنة بالسبع أيام بوقف الحرب علي غزة.
* وول ستريت جورنال الأمريكية: الغرب يتبني معايير مزدوجة في الحرب بين أوكرانيا وغزة.
*جيروزاليم بوست :مسؤل إسرائيلي حماس خدعت الكل بما حدث في السابع من أكتوبر Kأغلب أجهزة التصنت التي زرعت في غزة في ٢٠١٨وقعت بايادي حماس.
*نيويورك تايمز :وثائق تكشف اطلاع إسرائيل علي وثيقة لما حدث في طوفان الأقصى قبل عام .
وأعتقد ان عناوين هذه الصحف تحمل الكثير من المعاني .
مازالت المقاومة الفلسطينية منتصرة ،وما كان قبل السابع من أكتوبر لم ولن يعود ، وهذا هو الانتصار فقد تم انكسار المنظمة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، وهي اهم عامل في استمرار بقاء الكيان الصهيوني،
وهذا ما حملته أحداث مابعد السابع من أكتوبر فالاحتلال خسر وجدانه المصنوع من الوهن والوهم ،وبذالك فإن زواله مسألة وقت ليس أكثر،
وكلما ظل الموقف الغربي دائم كالاعمي لإسرائيل كلما انفجر بركان غضب الشعب الغربي الرافض أن يعيش في عزلته الخادعة المنعزله عن الحقيقة .
محمد السيد راشد
كاتب وباحث