بمشاركة 24 منتخبا مونديال القارة السمراء يبدأ اليوم بالمغرب

متابعة/ هاني حسبو.
تنطلق مساء الأحد منافسات النسخة الخامسة والثلاثين من بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، التي تستضيفها المملكة المغربية حتى 18 يناير 2026، في حدث كروي يعد الأضخم على مستوى القارة السمراء، سواء من حيث حجم الاستعدادات التنظيمية، أو عدد الجماهير المنتظرة، أو الزخم الإعلامي غير المسبوق الذي يرافق البطولة.
وتأتي استضافة المغرب لهذه النسخة في سياق رؤية استراتيجية أوسع، تهدف إلى ترسيخ مكانته كوجهة رائدة لتنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، خاصة بعد فوزه، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، بحق تنظيم كأس العالم 2030، ما جعل كأس أمم إفريقيا 2025 محطة اختبار حقيقية لقدرات المملكة التنظيمية، كما أنها تعتبر بروفة للأحدث الأكبر عالميا.
قبيل صافرة الانطلاق، بدت العاصمة المغربية الرباط في حالة استنفار رياضي شامل، حيث انتشرت اللافتات الرسمية للبطولة في الشوارع الرئيسية، وعلى الجسور، ووسائل النقل العمومي، إضافة إلى تثبيت شاشات عرض عملاقة في الساحات العامة، ورفع أعلام الدول المشاركة عند مداخل المدينة وملتقيات الطرق.
وقال الصحفي الرياضي المغربي إبراهيم حداد، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن “الرباط تعيش منذ أيام على وقع كأس أمم إفريقيا، ومظاهر البطولة أصبحت واضحة في الفنادق والمطاعم ووسائل النقل”، مؤكدًا أن المدينة باتت جاهزة بالكامل لاستقبال الجماهير والوفود الرسمية والإعلامية.
وتقام منافسات البطولة على تسعة ملاعب موزعة على ست مدن مغربية، هي الرباط، الدار البيضاء، فاس، مراكش، أكادير، وطنجة، وفق ما أعلنته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف).
وتحظى الرباط بالحصة الأكبر من المباريات، حيث تستضيف حفل الافتتاح والمباراة النهائية، إضافة إلى عدد كبير من مباريات دور المجموعات والأدوار الإقصائية.
ويتصدر المشهد ملعب الأمير مولاي عبد الله، الذي أعيد بناؤه بالكامل خلال أقل من عام، بعد هدمه في 2024، ليعود بطاقة استيعابية تقارب 70 ألف متفرج، مع مرافق حديثة تشمل مقصورات ضيافة، وغرف إعلام، وواجهة إلكترونية ضخمة، وفق المعايير المعتمدة من “كاف”
كما تحتضن الرباط مباريات أخرى على ملعب البريد (18 ألف مقعد)، والملعب الأولمبي (21 ألف مقعد)، وملعب الأمير مولاي الحسن الذي جرى تأهيله ليستوعب نحو 22 ألف متفرج.
وأكد المنسق العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، معاد حجي، أن كأس أمم إفريقيا 2025 تمثل “منعطفًا تاريخيًا” في تنظيم البطولة، مشيرًا إلى تخصيص 24 ملعب تدريب، بواقع ملعب خاص لكل منتخب مشارك، وهي سابقة لم تشهدها أي نسخة سابقة.
وأوضح حجي أن هذه الملاعب جرى تجهيزها بعشب طبيعي عالي الجودة، ومرافق طبية وتقنية متكاملة، وفق معايير دقيقة حددها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بما يضمن أفضل ظروف الإعداد للمنتخبات.
إشادة رسمية من الاتحاد الإفريقي
من جانبه، أكد الأمين العام للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، فيرون موسينغو أومبا، خلال مؤتمر صحفي عقده في الرباط، أن بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 “ستكون الأفضل تنظيمًا على الإطلاق”.
وقال أومبا إن “الملاعب المغربية ترقى إلى أعلى المستويات العالمية”، واصفًا إياها بـ”المتاحف الرياضية”، وكشف عن بيع أكثر من مليون تذكرة قبل انطلاق البطولة، إضافة إلى اعتماد 3800 وسيلة إعلامية لتغطية الحدث، وبث المباريات في 30 دولة أوروبية إلى جانب الدول الإفريقية الـ54.
حفل افتتاح أسطوري ورسالة جاهزية
وتفتتح البطولة مساء اليوم بحفل فني ضخم في ملعب الأمير مولاي عبد الله، يمتد لنحو 30 دقيقة، وفق ما أورده موقع “سبورت 7” المغربي، ويجمع بين العروض البصرية الحديثة واللوحات الثقافية التي تعكس التنوع الحضاري المغربي.
ويشارك في الحفل فنانون عالميون، من بينهم فرنش مونتانا ودافيدو، إلى جانب فنانين مغاربة، بحضور مسؤولي “كاف” ووفود المنتخبات المشاركة، في رسالة تنظيمية تؤكد جاهزية المغرب من حيث البنية التحتية والخدمات اللوجستية.
ضربة البداية: المغرب وجزر القمر
وتنطلق المنافسات بمواجهة تجمع المنتخب المغربي بنظيره منتخب جزر القمر، في المباراة الافتتاحية للبطولة، على ملعب الأمير مولاي عبد الله.



