بناء الإنسان……المصري
بقلم /الفنان أمير وهبب
” بناء الإنسان ” ، قرأت كثيرا هذا التعبير ، بأقلام مختلفة و لم يذكر لنا واحد منهم ما هي ” طريقة ” و ” مكونات ” هذا البناء.!!!!!
اولا ، لابد أن تدرك الاسرة والدولة أنهما شركاء في عملية البناء و الدولة هنا تتمثل من خلال ٤ وزارات أساسية ولكن أن تتكلم وزارة التربية و التعليم باعتبارها المسؤولة عن عملية البناء وحدها هو دليل مبدئي على خلل في عملية البناء.
و لابد أن يكون الهدف من بناء الإنسان المصري صحيح واضح ومعلوم للجميع و هو المنافسة بالابتكار و الاختراع على المستوى الدولي.
في عالم البناء هناك مقولة شهيرة تقول ” كل عمارة هي بناء و لكن ليس كل بناء عمارة ” و المعنى واضح وهي ان البناء المعماري الصحيح له مواصفات و معايير و قياسات و باختلاف هذه الحسابات يكون البناء غير صحيح و غير مطابق للمواصفات الهندسية و غير معماري.
* كل عملية بناء تستمد موادها الخام من واقعها و موقعها الجغرافي و المعروف ب ” البيئة ” ، أي من المواد الخام الموجودة على أرضها.
* و كل بلد أرضها تحتوي على مواد خام ، مصر عندها ” رمل ” لذلك ” صب الخرسانة ” هو فعل أساسي في البناء و لكن لبنان لديها جبال تستخرج منها ” حجر ” ، امريكا عندها ” حديد ” و هكذا ، كل بلد تبني بما لديها.
* لذلك تعبير بناء الإنسان ، هو تعبير عام و يكون الصح ” بناء المصري ” ، لأن بناء المصري ، كما في العمارة لابد من ” خرسانة ” أي ب ” مونة ” مصري ، و بمواصفات و مقاييس و شخصية و لغة ” المصري ” لأن استيراد مواد خام أجنبية لبناء مصري هو فعل تكاليفه عالية و غير صحيح.
* والتصميم وشكل المبنى المعماري يقابلها التربية المنزلية في الانسان و المونة في المبنى يقابلها التغذية في الانسان ، الأكل و الشرب. و توصيلات المبنى ، المرافق من مياة و غاز و كهرباء يقابلها في الانسان مدخلات التعليم ، و صيانة المبنى يقابلها التمرينات الرياضية و الفن للإنسان للحفاظ على اللياقة البدنية والذهنية و المعنوية.
* مع الاخذ في الاعتبار أن بناء الإنسان يشمل بناء بدني و نفسي.
* إذن و بكل تأكيد بناء الإنسان يختلف من مكان إلي اخر ، حتى داخل البلد الواحد.
* بناء الاسكندراني يختلف عن بناء الاسواني.
* إذن اول خطوة صحيحة لبناء أي إنسان هي التغذية، و كما نستخدم في البناء مواد خام من ما تطرحه الأرض كذلك أيضا عملية التغذية لابد و أن تكون من ما تطرحه الأرض من زراعة ، خضار و فاكهة ” مصري “.
* و اي ” غش ” في المونة سوف يضر تماما بعملية البناء ، و الغش في المونة في عملية البناء هو سوء التغذية في الانسان ، و سرقة المرافق في البناء هو التضليل و التحريض و الكذب في التعليم و عدم صيانة المبنى هو الحرمان من الرياضة و الفن.
* و بذلك يكون المبنى غير المطابق للمواصفات، يقابلها إنسان هو في حقيقة الأمر أقرب إلي سائر المخلوقات يعتمد على الفطرة و الغريزة في حياته. لذلك عمله ليس به ابداع و انتاجه شبه معدوم و إنجازاته تشبه انجازات خيال المٱته في تطفيش الطيور.
* إذن ، بناء الإنسان هو مسؤلية ٤ وزارات أساسية ، وزارة التضامن و الصحة و التربية و التعليم و الرياضة.
* هل وزارة الثقافة لها دور ، بكل تأكيد ” لأ ” ، لسبب بسيط و هو أن أي إنسان يمكن تعريفه على أنه ” مثقف ” هي مرحلة تبدأ بعد اتمام مراحل التعليم النظامي أما غير ذلك فتشبه إلي حد التطابق تمرين الأطفال ” حمل الأثقال ” لتقوية عضلاتهم.
* و اي أنشطة ، فنية ، من نوعية موسيقى و تمثيل و غناء هي مسؤلية المدرسة.
* و لابد اتباع مقاييس و معايير الجودة من مكونات البناء ، و أي تقليد و اقتباس لتطبيقه على المصري سوف تكون النتائج سلبية.
* اما ما يتردد بشأن إعطاء الفرصة ل ” الابداع ” هو كلام مرسل ليس له أي معنى ، لأن عملية الإبداع تتم فعلا بين كل الناس ، في جميع الاعمار و الفئات الاجتماعية ، المتعلم و الجاهل ، الغني و الفقير ، الطفل و الشيخ.
* البناء الصحيح يشمل على مكونات ” الفن ” بكل أشكاله و ألوانه ، و لابد من يقوم بالبناء أن يعلم جيدا أن ” الموسيقى غذاء الروح ” ، بمعنى لو لم يشمل البناء على موسيقى ، احتمال أنه ” يتصدع ” و يظهر شروخ مؤكدة ، من غير فن سوف يكون الإنسان مريض نفسيا.
* بناء الإنسان ، يشمل الثقة في النفس ، و لابد أن يكون المصري واثق من نفسه.
* اول خطوة في التعليم هي الرسم و التلوين.
* من طريقة تفكيرك اقدر اعرف ضميرك.
أمير وهيب
فنان تشكيلي وكاتب ومفكر