أراء وقراءات

بوسطجي الأحزان

بقلم/ خالد طلب عجلان

بين معاناة وفرح ودموع احمل خطاباتى

بين رجاء وتأمل وشوق ينتظر الناس بين احلام وامال يعيشون بين وهم وكذب وطموحات وانكسار تأتى خطابابتى…لا تحمل خطباتى جديد ..

ما بداخل الخطاب اصبح مألوف لدى الناس لا يحمل جديد بل يحمل لهم مأسى ومتاعب وحزن وشقاء

لم يعد الخطاب مفرحا لاهله..

لقد عاد عبدالعال من لبيبا ،ورجع محمود سلامه العربى من الكويت ،وفؤاد نواره وعيد سلامه وعبدالغنى حموده من السعوديه وهم يجلسون على المصطبه لا حول ولا قوه..كنت فى الماضى احمل خطباتهم وطبعا مليئه بحويلات النقود

وكنت باخد الحلاوه …وسط فرحه الاهالى

ولكن اليوم لا تحمل خطاباتى غير كل حزين

بالامس ذهبت بخطاب من مجلس محلى القريه الى بيومى سعيد

وجدته جالس على النيل ..ما اروع النيل والحمد لله على نعمه المياه

ولكن عندما سلمته الخطاب قالى لى اقرأ لى الخطاب .المجلس المحلى يهدده ان لم يدفع سيقطع عنه المياه وستحرر غرامه ضده..

نظرت الى بيومى ونظر الى والحزن فى عينيه فقلت له ماذا ستفعل قال

سأشرب من النيل .

ويقطعون الماء وهل من المعقول ان ترتفع فاتوره الماء بهذا الشكل.

صدرت منه ضحكة ساخرة

قلت له لماذا تضحك

قال :ظمأن على نهر النيل…لا تعليق

الخطاب الثانى

توجهت بدراجتى احمل خطابا اخر

انه من الجمعيه الزراعيه (الاصلاح الزراعى)

خاص عبد الونيس سلام

وذهبت الى منزله يا حاج عبد الونيس

خرجت وزجته اتفضل يا استاذ

اين الحاج عبدالونيس قالت لى بعافيه شويه

فدخلت لاسلم عليه واسلمه خطابه

وجدته مريض هزيل فعل به الدهر ما فعل اخذت منه الارض والفلاحه ما اخذت ..

سلمت الخطاب لزوجته فقالت لى .. وهو انا ولا الحاج عبدالونيس بنعرف نقرا…

اقرأ لنا خير

فتحت الخطاب وقرأته وقلت له ان الجمعيه الزراعيه تلزمك بدفع مستحقات عليك من ايجار وتطهير ترع ومصارف

فتعجب الشيخ وزوجته وقال لى

هل رأيت يوما تطهير للمصارف قلت لا

قال لى الكماوى لا نأخذه ولا احد يطهر مصارف ولا قنى ولا نرى احدا

اما الايجار كنا ندفع جزء من المال كى تملك لنا الارض.

وكان من المفروض ان ينتهى الايجار من اكثر ٣٠ عاما ..فهذه الارض هى خاضعه لقانون الاصلاح الزراعى

ان يمتلك كل فلاح فدانين.

وسددنا ما علينا وزياده.

الى متى ندفع ومن لا يقدر يسجن.

وندائى الى الجمعيات الزراعيه

اعلم ان كلامه صحيح الى متى تستنزفون هؤلاء الى متى تحصلون مبالغ منهم دون وجه حق..

حدثني البوسطجى عن خطابين فقط

ولكن مازال بحوزته الكثير والتي تحمل المزيد من الأحزان ومطالبات تزيد صعوبة الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.