الصراط المستقيم

بين يدي الملك

 

التفاعل مع الآيات، وخاصة في صلاة الليل، قـــــــــــد يكون خير من دعائك، وذلك لأنك- حال تفاعلك مع الآية- تجيب ربك حين يأمرك، أو تستجيب لجلاله حين يناديك، وتتعرض لفضله بالاستغفار والمسألة حين يتفضل عليك. فالقران كلام الله.. الله العلي العظيم يتحدث إليك كلما قرأت… القرآن الكريم ليس شيئًا خرج من ربك ثم استقر بيننا كأي كتاب، الله حاضر في كل آية. فللقرآن موضوع واحد لا يغادره وهو الحديث عن الله: وصفه (أسمائه وصفاته)، خلقه، أمره ونهيه، فعله فيمن أطاع ومن عصا. وأنت تشاهد هذا العرض الشيق.

تتهادى مع التلاوة في رياض عطرة مرة.. بين أكواب موضوعة، ونمارق مصفوفة، وخدم كاللؤلؤ المنثور، وحور عين حواليك.. في مجلس (ص، والصافات)، ويطوفون عليك (الواقعة)، وتشاهد.. كأنك ترى جهنهم وهي سوداء مسعورة، وتسعر.. تغلي غيظًا وكمدًا، وحال المنافقين وهم في أشد العذاب يعلن بعضهم بعضًا، وينادون على أهل النعيم (أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله).

 

وتمر بقول الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).

وقول الله تعالى: “قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم”، “وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ”.

وقول الله تعالى: “فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”

فتمد يديك للغني المغني.. الكريم المنان.. القريب المجيب.. الحيي، سبحانه وبحمده، تسأله من فضله.. وتشكو إليه ضعفك وحاجتك، وهوانك،،،

 

وتمر بقول الله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)، وقول الله تعالى: ” إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا”

فتطمع أن تمحى الخطايا.. بل تبدل حسنات.. ما أكرم الله.

 

وزبدة القرآن في حال الأنبياء مع الله.. في كرم الله لهم.. في فعل الله فيهم وبهم.. يصطفيهم..يعلمهم.. يؤيدهم.. ينجيهم.. يرفع ذكرهم، وهم مثل لنا.

أمثلة تضرب لنا لنكون مثلهم رغبًا ورهبًا،،،،

“وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ”

“فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”

 

وثمة تفاصيل أخرى تسقيك حلاوة فوق حلاوة التلاوة.. حلاوة الخطاب مع العلي العظيم،

مثل: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)

تمر بهذا الأمر فتقف وتستجيب مرددًا: صدق الله. . صدق الله.. صدق الله.. حتى ينقطع نفسك.. وتعود مرة بعد مرة، وأنا تستشعر حلاوة الاستجابة لأمر ربك، وحلاوة أنك بين يدي ربك يراك ويسمعك، وحولك الملائكة.. تسمع القرآن الكريم وتتفاعل مثلك مع التلاوة،،،

 

تستشعر أن الله يأمرك أنت.. وترد – أنت- على الملك الحق المبين، الكبير.

 

ومثل: (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)

ومثل: (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا).

 

جرب تتفاعل بهدوووء مع التلاوة، وخاصة في جوف الليل الآخر.. حين ينام الجميع..تتسلل مع القلة التي اصطفاها الله للقيام بين يديه.. ومناجاته..

مختارة من حساب الدكتور محمد جلال القصاص على فيسبوك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى