أراء وقراءاتالعالمالمجتمع

تأملات إنسانية..

تأملات إنسانية.. 2

(4) المعتقدات والقيم والسلوك الإنساني

السلوك الظاهر من الإنسان مثل الجزء الظاهر من جبل الجليد، أما الأجزاء غير الظاهرة فهي المهمة وهي التي ينتج عنها هذا السلوك، ومنها معتقدات الإنسان وقيَّمه، والإنسان في النهاية مزيج منها معاً.

المعتقدات هنا ليست هي المعتقدات الدينية فقط، بل المعتقدات الحياتية أيضاً، والمعتقدات هي الأفكار أو البناء الفكري للإنسان ومكانها العقل، ويتم بنائها وإعادة بنائها خلال حياة الإنسان باستمرار.

أما القيم فهي مشاعر ومكانها القلب، ولذلك هي البناء العاطفي للإنسان، ومن أمثلتها العدل والجمال والصدق وغيرها، وهي التي ينتج عنها السلوك الإنساني.

وأما السلوك فهو محصلة قيم الإنسان ومعتقداته، ولذلك إذا أردنا أن نفهم السلوك، فعلينا أن نفهم القيم والمعتقدات التي صنعت هذا السلوك، أو بمعنى آخر يمكن القول: أن السلوك هو التعبير الصادق عن قيم الإنسان ومعتقداته الحقيقية. 

المعتقدات والقيم والسلوك يؤثر كل منها في الآخر ويتأثر به، المعتقدات هي التي تبني القيم، ثم ينتج السلوك بعد ذلك منهما معا.

عندما يكون الإنسان حراً في اختيار قيمه ومعتقداته سيكون سلوكه منسجماً معها، لكن حين تفرض عليه، فسيختلف سلوكه أمام من فرضها عن سلوكه بعيداً عنه، ويعيش في تناقض.

باختصار، السلوك الذي يدعمه قيم ومعتقدات، سلوك دائم وعميق وأصيل، وهذا تراه واضحاً عند الذين يضطهدون ليغيروا معتقداتهم وقيمهم لكنهم يرفضون ويدفعون حياتهم ثمناً لما يؤمنون به.

بقلم: د. أمين رمضان aminghaleb@gmail.com
بقلم: د. أمين رمضان
aminghaleb@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.