تاريخ شارع النبي دانيال بالأسكندرية وقصة العروس التي ابتلعها  

من اختيارات أ.د.نادية حجازي نعمان

كانت العروس وخطيبها يسيران في وسط الشارع وفجأة إنشق الشارع  وابتلع الفتاة وعاد الشارع فورا  الى حاله القديم. تلك هي الحكاية التي تعتبرأشهر مايروى عن شارع النبي دانيال الذي يعد من أطول شوارع مدينة الأسكندرية .

يعود تاريخ شارع النبي دانيال الى تاريخ نشأة المدينة عندما عهد الإسكندر الأكبر إلى مهندسه اليوناني «دينو قراطيس» بتخطيط هذه المدينة حيث وضع لها تخطيطا أشبه بقطعة الشطرنج وهو عبارة عن شارعين رئيسيين متقاطعين بزاوية قائمة تحيط بهما شوارع أخرى فرعية تتوازى مع كل من الشارعين. وكان شارع النبي محمد هو الطريق الرئيسي بالإسكندرية القديمة وكان يطلق عليه اسم «الكاردو دي كومانوس» وكان يضم العديد من المعابد الرومانية واليهودية واستمرت أهميته حتى العصور الإسلامية ثم تغير إسمه بعد بناء مسجد النبي دانيال .

يؤكد الاثريون أن ضريح النبي دانيال موجود بالمسجد على عمق  خمسة أمتار هو للشيخ محمد دانيال الموصلي وهو رجل صالح جاء إلى الإسكندرية في نهاية القرن الثامن الهجري وقام بتدريس أصول الدين  إلى جانب مسجد النبي دانيال ومسجد سيدي عبد الرازق وهو ولي من أولياء الله الصالحين وكان يعطي دروسا في الدين.

يوجد بالشارع أيضا المعبد اليهودي الذي تتردد عليه الجالية اليهودية بالاسكندرية. وعلى الجانب الآخر من الشارع توجد الكنيسة المرقسية أقدم كنيسة في مصر وأفريقيا .

وقد بات هذا الشارع من أكثر الشوارع حيوية في الإسكندرية بسبب وجود المحال التجارية التي تبيع كل شيء على جانبيه بدءا من الملابس والاحذية انتهاء بالكتب والاجهزة الكهربائية. كمًا يوجد به بعض الأبنية الهامة من بينها مبنى جريدة «الاهرام» في اليسكو المركز الثقافي الفرنسي

ويستمد شارع النبي دانيال أهميته أيضا من وجوده في غرب منطقة كوم الدكة بما فيها من حمامات رومانية والمسرح الروماني المدرج الذي كان بمثابة قاعة استماع كبرى تعقد به أهم الخطب والاجتماعات السياسية والمناقشات العلمية ويعود تاريخه الى القرن الثاني الميلادي وهو الوحيد من نوعه في مصر. وقد تم الكشف حديثا عن أكثر من 10 مدرجات أصغر حجما حول هذا المدرج تعد بمثابة قاعات للدروس.

ويرى الحاج عبد العال وهو من سكان الشارع أن كل ما يتردد من أن الشارع يبتلع الفتيات مجرد خرافات صدقها الناس بعد أن رددوها. وكل ما يحدث هو انهيارات متكررة في الشارع وهي ظاهرة تتكرر في العديد من شوارع الاسكندرية.

ويضيف عبد العال: «لقد عايشت قصة اختفاء العروس التي كانت تسير بجوار خطيبها ثم اختفت فجأة وفشلت كل محاولات البحث عنها بواسطة الضفادع البشرية. والسبب أن الشارع حدث به إنهيار فسقطت الفتاة في أعماقه وبسبب وجود أنفاق الصرف الصحي جرفها التيار إلى البحر ولم نجد لها أي أثر، لكنها كانت الحادثة الوحيدة من نوعها في هذا الشارع ، أما ما عدا ذلك من حوادث فهي مجرد شائعات.

٢٠٢١/٤/١٦