تجمع جديد لأبناء الجزيرة بالولايات المتحدة لدعم الولاية المنكوبة

كتبت : د.هيام الإبس
أعلنت مجموعة من أبناء وبنات ولاية الجزيرة بالولايات المتحدة الأمريكية إنشاء “تجمع أبناء الجزيرة بالولايات المتحدة” كاستجابة عاجلة وملحة لنداء الواجب الإنسانى والأخلاقى، وللتضامن مع أهل الولاية المنكوبة،فى ظل الظروف الإنسانية التى تمر بها الجزيرة.
و أوضح التجمع فى البيان التأسيسى إن الهدف من الخطوة يركز على تجميع أبناء وبنات الجزيرة بالولايات المتحدة وتشكيل كتلة كبيرة وقوية تعمل على التنسيق والتشبيك مع جميع مبادارت ومنابر أبناء الجزيرة بالداخل والخارج، ومع المنظمات الطوعية التى تُعنى بقضايا العون الإنسانى وحقوق الإنسان، و تقديم المساعدات العاجلة لسكان الولاية ، عبر التنسيق مع المنظمات الإنسانية العالمية العاملة فى مجالات الإغاثة والخدمات الإنسانية، ولفت أنظار العالم الحر إلى حجم الكارثة الإنسانية التى يتعرض لها أهلنا فى مناطق النزوح، وتشكيل لجنة خاصة للعون الإنسانى للتنسيق والمتابعة.
وأعلن التجمع عن ترتيبات للتواصل العاجل والتنسيق مع المنظمات المحلية والدولية والعمل معها فى جلب الدعم الغذائى، الإيوائى والعلاجى العاجل للنازحين من سكان ولاية الجزيرة وتلبية احتياجاتهم المختلفة، فضلاً عن تشكيل مجموعات ضغط مع كل التنظيمات والمنظمات والجمعيات والدول التى تنادى بإيقاف الانتهاكات والنزيف، وكذلك تكثيف الجهود ومواصلة الضغوط على وقف القتل والتهجير وخروج قوات الدعم السريع فوراً من الولاية، وتشكيل لجنة إعلامية لرصد، حصر، وتوثيق جرائم القتل والاغتصابات و الانتهاكات الأخرى التى تعرض ويتعرض لها سكان الولاية، والتواصل مع المنظمات المهتمة بمثل هذه الجرائم، وكذلك تكثيف العمل الإعلامى بالتواصل مع أجهزة الإعلام المحلية والعالمية واستخدام كل وسائل التواصل الإجتماعى لعكس هذه الماسأة، و تشكيل لجنة للتخطيط والعمل الاستراتيجى والتمويل أثناء وبعد الحرب.
و أعلن التجمع عن تشكيل لجنة قانونية لملاحقة الجناة ومقاضاتهم ولجبر الضرر وتعويض مواطنى الجزيرة، وكذلك العمل على تأسيس إطار قانونى جديد يحدد وضع وموقع ولاية الجزيرة فى دولة ما بعد الحرب، و تشكيل لجنة خاصة للتخطيط وإعادة الإعمار للولاية.
وقال التجمع فى البيان التأسيسى أن مشروع الجزيرة ظل ومنذ إنشاءه خلال الحكم الاستعمارى البريطانى فى عام 1925 وبسواعد مزارعيه يشكل الركيزة الأساسية للإقتصاد السودانى، و تأسست من خيراته كل البنى التحتية للدولة السودانية.
و أشار إلى أن هذا العطاء غير المحدود للمشروع استمر حتى بعد تدميره خلال فترة حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، التى تم فيها تجفيف وبيع كل أصول المشروع الثابتة والمنقولة.
وقال البيان “ورغماً عن كل هذا التدمير والإفقار المتعمد للمزارعين استمر المشروع فى العطاء لكل أهل السودان دون من أو أذى، فمنطقة الجزيرة ومنذ تأسيسها كانت مثالاً يحتذى فى التعايش السلمى والحضارى بين كافة المكونات والتى تضم كل القبائل والشعوب السودانية”.
وشدد التجمع على أن تواصل التدمير الممنهج للمشروع وساكنيه بعد حرب الخامس عشر من أبريل والتى تم خلالها إستهداف مواطنى الجزيرة بصورة انتقائية من قبل مليشيا الدعم السريع التى سيطرت على الولاية فى عملية أشبه (بالتسليم والتسلم) بعد انسحاب القوات المسلحة، حيث تم تقتيل وتشريد أهل الجزيرة بطول الولاية وعرضها ونُهبت كل ممتلكاتهم وانتهكت أعراضهم، وتم تهجير وتنزيح أكثر من 90% من سكان الولاية سيراً على الأقدام تحت ظروف إنسانية بالغة السوء، كان آخرها ما حدث فى مناطق شرق الجزيرة على وجه العموم ومدينة الهلالية على وجه الخصوص، و نؤكد نبذنا لخطاب الكراهية، ودعمنا الكامل للتعايش السلمى الذى كان سائداً بين المكونات السكانية بالولاية، وسنعمل بكل طاقتنا لنكون عوناً ودعماً لأهلنا حتى تعود الحياة إلى طبيعتها فى السودان، كما نؤكد بأن الجزيرة سوف لن تكون هى الجزيرة قبل حرب الخامس عشر من أبريل المشؤومة.