تحالف تأسيس” : تأييد الأمم المتحدة لمبادرة خارطة الطريق يعرض مصداقيتها كوسيط محايد للخطر

“تحالف تأسيس” : تأييد الأمم المتحدة لمبادرة خارطة

كتبت : د.هيام الإبس

يشهد السودان فى الأسابيع الأخيرة تصعيداً عسكرياً ملحوظاً فى الصراع الدائر بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، مع تحقيق تقدم استراتيجى للجيش فى عدة محاور قتالية، خاصة فى إقليم دارفور والعاصمة الخرطوم.

القتال فى شمال دارفور

أعلنت الفرقة السادسة مشاة عن نجاحها فى تدمير مدرعة “صرصر” تابعة لمليشيا الدعم السريع، والقضاء على كامل طاقمها والاستيلاء على مخازن للأسلحة والذخائر فى الاتجاه الجنوبى الشرقى لمدينة الفاشر، وقد نفذت القوات عمليات تمشيط روتينية فى الأحياء الشرقية والجنوبية الشرقية من المدينة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر مليشيا الدعم السريع وتدمير عدد من النقاط الرئيسية التابعة للمليشيا، مع استعادة عدد من المواقع الاستراتيجية وتشتيت فصيل كامل واعتقال آخرين.

وفى تطور لافت، كشف المعتقلون من عناصر الدعم السريع عن خطط المليشيا المستقبلية التى كانت تهدف إلى تجهيز هجمات على القوات المتجهة إلى دارفور وقطع الطرق أمامها، كما تمكنت قوات الجيش من إسقاط وتدمير عدة طائرات مسيرة انتحارية أطلقتها المليشيا على بعض أحياء المدينة.

وفى الساعات الأولى من صباح السبت، نفذ طيران الجيش السودانى غارات جوية على عدة مواقع داخل مدينة الفاشر، مما أدى إلى دوى انفجارات عالية سمعها السكان المحليين.

التعزيزات العسكرية نحو الفاشر

وقد وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة للجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة إلى مدينة المالحة، التى تقع على بعد 210 كيلومترات شمال شرق الفاشر، هذه التعزيزات قدمت من مدينة الدبة في الولاية الشمالية، فى وقت تم رصد تجمعات كبيرة لقوات الدعم السريع فى مناطق الصياح ومدو ومو ومليط.

وقد أظهرت مقاطع فيديو تم التحقق منها وصول سيارات قتالية رباعية الدفع محملة بالجنود من القوة المشتركة إلى الجهة الشرقية من المالحة، وبحسب شهود عيان، فإن هذه التعزيزات العسكرية تهدف إلى فك الحصار المفروض على مدينة الفاشر من قبل قوات الدعم السريع منذ مايو الماضى، مع انتشار واسع للقوات فى جبل عيسى شمال المالحة.

الوضع فى العاصمة الخرطوم

تستمر قوات الجيش فى التقدم من محور سوبا فى الخرطوم، حيث تسير نحو الأحياء الشمالية، القوات تقترب من أحياء النصر والأحياء القريبة من جسر المنشيه، فى خطوة استراتيجية مهمة، بينما لا تزال قوات الدعم السريع تتحصن فى منطقة جسر المنشيه ومحيطها.

وتشهد مناطق شرق النيل مواصلة القوات الأمنية عملياتها فى منطقة حلة كوكو القريبة من كافورى، التى بسط الجيش السودانى سيطرته عليها مؤخراً، كما تظل مناطق فى غرب أم درمان مثل المربعات وأمبده ومدينة النخيل مسرحاً لعمليات الجيش السودانى، الذى نفذ تحركات واسعة فى هذه المحاور خلال الأيام الماضية.

أما وسط الخرطوم؛ فهناك انتشار ملحوظ لقوات الشجرة وسلاح المدرعات فى المنطقة التجارية الكبرى “السوق العربى”، فيما تأثرت الأحياء الجنوبية مثل السجانة والديوم وحى الزهور والأحياء المحيطة بالصحافة.

أزمة الوساطة الدولية

وفى تطور يعكس تعقيدات الأزمة السودانية على المستوى الدبلوماسى، طالب مستشار قائد الدعم السريع، الباشا طبيق، الأمين العام للأمم المتحدة بإعفاء المبعوث الشخصى رمضان لعمامرة، متهماً إياه بعدم الحيادية فى التعامل مع الملف السودانى والانحياز للجيش ضد الدعم السريع.

وادعى طبيق أن تماهى “لعمامرة” مع الجيش كان له الأثر المباشر فى عدم نجاح جولات التفاوض السابقة، وفى السياق ذاته، استنكر القيادى بتحالف “صمود” خالد عمر يوسف تصريح رمضان لعمامرة باستعداده للبناء على خارطة الطريق التى طرحتها الحكومة السودانية.

فى السياق، أعرب تحالف “تأسيس”، عن استنكاره للانحياز المتزايد للمبعوث الخاص للأمم المتحدة بشأن “خارطة الطريق” التى أعلنتها القوات المسلحة السودانية.

وقال التحالف فى بيان، إن تأييد الأمم المتحدة لمبادرة أحادية الجانب من طرف الجيش بدلاً من تعزيز عملية شاملة ومحايدة يعرض مصداقيتها كوسيط محايد للخطر، وأن انحياز مبعوثها الخاص يثير شكوكاً جدية حول قدرته على أداء دوره كميسر محايد، مشيراً إلى أن الحكومة فة بورتسودان ليست شرعية ولا تمثل القوى السياسية والاجتماعية المتنوعة داخل البلاد.

الوضع الراهن

يتسم الوضع العسكرى فى السودان بالتعقيد، حيث يحقق الجيش السودانى تقدماً ملموساً فى عدة جبهات، خاصة فى شمال دارفور والخرطوم، مع استمرار قوات الدعم السريع فى التمركز فى مناطق استراتيجية ومحاولة صد هجمات الجيش.

ويبدو أن الصراع دخل مرحلة جديدة مع تكثيف العمليات العسكرية من قبل الجيش السودانى الذى بدأ نشاطه المكثف منذ سبتمبر من العام الماضى، مع تعقيدات إضافية على مستوى الوساطة الدولية التى تشهد انقساماً واتهامات متبادلة بين الأطراف المتنازعة.