كتبت : د.هيام الإبس
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، إنها تلقت معلومات أولية تفيد بأن حوالى 350 أسرة نزحت من القرية 40 والقرى المحيطة بمحلية أم القرى، في ولاية الجزيرة، وقد نزحت الأسر بسبب المخاوف الأمنية المستمرة فى أعقاب الاشتباكات المبلغ عنها بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع عبر محليتى شرق الجزيرة وأم القرى، وبحسب ما ورد بحثت الأسر النازحة عن مأوى عبر مناطق داخل محلية الفاو فى ولاية القضارف.
وتشهد مناطق شرق الجزيرة توترات كبرى عقب انحياز قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل إلى الجيش السودانى، حيث تجددت المعارك فى مناطق تمبول وأم القرى وسط أنباء عن انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، واستهداف للمدنيين على يد قوات الدعم السريع التى وصفتها جهات محلية بأنها تقوم بـ”حملات انتقامية” فى الولاية.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن انقطاع الاتصالات واسعة النطاق فى جميع أنحاء الجزيرة قد أعاقت قدرة فرقها الميدانية على تقديم تقديرات عن النزوح من المناطق المتضررة فى جميع أنحاء الولاية، بما فى ذلك محليتى شرق الجزيرة وأم القرى مشيرةً إلى استمرار الوضع المتوتر فى المنطقة.
من جانبها، أكدت منصة نداء الوسط، فى منشور لها اليوم، استمرار نزوح المواطنين من مناطق تمبول ورفاعة وجميع القرى التى تعرضت لهجمات من قبل “عصابات الدعم السريع” بمحلية شرق الجزيرة.
وأشارت المنصة إلى أن الأهالى ينزحون سيراً على الأقدام لمسافات طويلة.
وشهدت مدينة تمبول بولاية الجزيرة تصاعداً حاداً فى الأحداث، حيث انسحبت قوات الدعم السريع بعد معركة مع القوات المسلحة والمقاومة الشعبية، لكنها عادت بهجوم أكبر بعد تلقيها تعزيزات.
وأفادت التقارير بانتشار كثيف لقوات الدعم السريع فى المدينة، فيما استمرت الاشتباكات مع القوات المسلحة، أدى الهجوم المباغت إلى ارتباك فى صفوف القوات المسلحة والمقاومة، وتسبب فى استعادة قوات الدعم السريع للمدينة.
وتحدث تقرير لمرصد محلى عن “فشل استخباراتى وأمنى كبير”، إذ احتفلت القوات المسلحة والمقاومة الشعبية بانتصارها دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مما سمح لقوات الدعم السريع بشن هجوم مفاجئ، أدى إلى سيطرتها على المدينة مجدداً.
فى السياق، وصفت لجان مقاومة رفاعة، الهجمات التى تشنها قوات الدعم السريع على مناطق شرق الجزيرة بـ”الاستباحة”، وقالت إن هذه القوات اغتالت عدداً من المدنيين، وهجرت البعض من منازلهم قسراً تحت تهديد السلاح.
مقتل ما لايقل عن عشرة مواطنين فى قرى ومدينة رفاعة بسبب هجمات الدعم السريع
وأوضحت لجان مقاومة رفاعة فى تقرير نشرته اليوم الأربعاء، أن قوات الدعم السريع لا تزال تستبيح المحلية ضمن سلسلة جرائم وانتهاكات ترتكبها هذه القوات، بحيث وصلت إلى قرية “الغنوماب”، وهجرت الأهالي قسراً، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا وسط المواطنين.
وأشارت لجان مقاومة رفاعة، إلى استمرار عمليات التدوين المدفعى و الاشتباكات فى قرية “الصقيعة”، وقرية “الصفيتة”، بجانب محاولة اقتحام القريتين من قبل “المليشيا” بقوة كبيرة، مما ينذر بوقوع مجازر أخرى، وسط أنباء عن وقوع إصابات وسقوط ضحايا من المدنيين.
موجة انتهاكات من قوات الدعم السريع
ونوه التقرير إلى تهجير سكان قرية “العزيبة”، مع تعريض حياة السكان للخطر، وموجة انتهاكات من قوات الدعم السريع، وشمل الهجوم قرية “العريباب” و”الهبيكة النقر”، ونزوح لأعداد كبيرة من المواطنين من مدينة رفاعة، تتجه شرفاً نحو منطقة بانت وقراها.
وهاجمت قوات الدعم السريع قرية “بانت” و”ود رحوم” و”الهلالية” و”الجنيد الحلة”، وارتكبت جملة من الانتهاكات وفق تقرير لجان مقاومة رفاعة، ونهبت السيارات بالكامل، بجانب نهبها لأموال المواطنين من داخل المنازل.
حملات انتقامية
وتزايدت وتيرة العنف شرق ولاية الجزيرة منذ الأحد الماضى، عقب إعلان قائد الدعم السريع أبوعاقلة كيكل الانحياز إلى الجيش، ويقول ناشطون وعاملون إنسانيون، إن قوات الدعم السريع تستهدف شرق الجزيرة بشكل متعمد، ضمن حملات انتقامية عقب انشقاق كيكل.
ويعكس الناشطون والعاملون الإنسانيون انتهاكات مريعة، ترتكبها قوات الدعم السريع فى شرق الجزيرة، ويقولون إن قوات الدعم السريع أجبرت آلاف المواطنين على ترك منازلهم والسير على الأقدام إلى القرى المجاورة.
على صعيد آخر ، كشفت لجان مقاومة مدنى، عن مقتل أكثر من 10 أشخاص، وإصابة آخرين جراء اجتياح قوات الدعم السريع لعدد من المناطق الواقعة شرق ولاية الجزيرة بأعداد ضخمة.
جاء ذلك فى تحديثات بثتها لجان مقاومة مدنى عبر منصتها على موقع “فيسبوك”، حيث أفادت أن القوات قامت بمهاجمة كل من مدينة تمبول، مدينة رفاعة، قرية الجنيد، قرية البويضاء، قرية العزيبة، قرية الشرفة، قرية صفيته تيراب، وعدد من القرى الأخرى.
وبحسب اللجان، أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 10 أشخاص، بجانب سقوط عدد من الجرحى لم يتسن حصرهم حتى الآن، طبقًا لمقاومة مدنى.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مناطق واسعة فى ولاية الجزيرة منذ ديسمبر من العام الماضى.
وتتواتر الأنباء عن ممارسة الدعم السريع لانتهاكاتها بشكل وحشى ضد المواطنين المدنيين، وذلك جراء تقدم الجيش فى عملياته العسكرية فى عدد من الجبهات.