تحركات أمريكية لتشكيل جبهة موحدة تضم تركيا ودولًا عربية لتوجيه المرحلة الانتقالية في سوريا

كتب- محرر الشئون العربية 

قام الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال اليومين الماضيين بزيارة لتركيا والاردن بينما زار مبعوثين أمريكيين اخرين كل من السعودية والإمارات وقطر ، وذلك في إطار تحركات أمريكية لتشكيل جبهة موحدة تضم تركيا ودولًا عربية لتوجيه المرحلة الانتقالية في سوريا

وفي أنقرة اتفق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره التركي هاكان فيدان على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمنع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من استغلال الوضع في سوريا عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة ملتزمة بمنع أي عودة للتنظيم، مشددًا على أهمية التعاون المستمر بين واشنطن وأنقرة لتحقيق هذا الهدف.

صرح بلينكن بعد الاجتماع:

“عمل بلدانا بجد لضمان القضاء على الخلافة الإقليمية لداعش، ولا يمكننا السماح بظهور هذا التهديد مجددًا”.

التركيز على الاستقرار السياسي

تناولت المحادثات تشكيل جبهة موحدة تضم تركيا ودولًا عربية لتوجيه المرحلة الانتقالية في سوريا، مع التركيز على الشمولية واحترام حقوق الأقليات. وفي هذا الاطار زار بلينكن خلال جولته الحالية الأردن.

كما ناقش الجانبان أهمية الحفاظ على الاستقرار في المناطق الشمالية التي تشهد اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، وبين المعارضة المدعومة من تركيا.

الخلاف حول قوات سوريا الديمقراطية

تُعد قوات سوريا الديمقراطية شريكًا رئيسيًا للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في مواجهة داعش، بينما تعتبرها تركيا امتدادًا لـحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة كجماعة إرهابية.

في خطوة تزيد التوتر، استولت القوات المدعومة من تركيا على منطقة منبج شمال سوريا، مما دفع قوات سوريا الديمقراطية إلى الانسحاب شرق نهر الفرات. ورغم ذلك، اتفق الطرفان على ضرورة ألا تُصرف قوات قسد عن دورها في تأمين معسكرات احتجاز مقاتلي داعش.

تصريحات تركيا: أولوية القضاء على الإرهاب

صرح وزير الخارجية التركي فيدان:

“أولوية تركيا هي ضمان الاستقرار ومنع الإرهاب، سواء من داعش أو حزب العمال الكردستاني”.
كما أكد أن القضاء على وحدات حماية الشعب، التي تشكل العمود الفقري لقوات قسد، يُعد هدفًا استراتيجيًا لأنقرة.

انتقد فيدان المجتمع الدولي لاستخدامه حزب العمال الكردستاني لتأمين معسكرات مقاتلي داعش، مشيرًا إلى أن هذا الاستخدام يُعتبر وسيلة “ابتزاز”.

الدور الإقليمي وتنسيق أوسع

إلى جانب القضية السورية، شملت المحادثات الأمريكية-التركية قضايا أخرى مثل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وأشارت مصادر إلى أن حركة حماس أبدت مرونة أكبر في المحادثات.

من جهة أخرى، أفاد موقع “أكسيوس” بأن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في حين التقى مستشار ترامب الإقليمي مسعد بولس برئيس الوزراء القطري.

آفاق المرحلة المقبلة

تعكس المحادثات بين واشنطن وأنقرة أهمية التنسيق الإقليمي لمنع تصاعد التوترات في سوريا وضمان استقرار المنطقة. ومع التحديات القائمة، يبقى التعاون بين الحلفاء مفتاحًا لتجاوز الصراعات وضمان عدم عودة تنظيم داعش.

 

Exit mobile version