تدبروا الـ”الاءات” العشر في سورة الكهف
يقرأ كثير من المسلمين سورة الكهف كل يوم جمعة عملا بسنة رسولنا الكريم محمد عليه افضل الصلاة والسلام .
وذكر موقع اسلام ويب أنه وردت عدة أحاديث في فضل سورة الكهف وفضل قراءتها يوم الجمعة بعضها في الصحيحين وبعضها في غيرهما.
قال البخاري في صحيحه: باب فضل سورة الكهف، ثم ذكر بسنده عن البراء بن عازب قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت بالقرآن. متفق عليه.
وفي صحيح مسلم مرفوعاً: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال
وروى الحاكم في المستدرك مرفوعا إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. وصححه الألباني..
ولا شك أنه قد ورد فيها أحاديث ضعيفة مثل حديث: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة تكون فإن خرج الدجال عصم منه.
ومثل حديث: ألا أخبركم بسورة…. ومن قرأها غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وثلاثة أيام..
تدبروا في لاءات “الكهف” لتصحيح المسار:
ونشرت الدكتورة منى هبرا مدربة التنمية البشرية العالمية في صفحتها على الفيسبوك تدعو قراء سورة الكهف لتدبر الـ ” اللاءات” التي وردت في السورة ، قائلة :” هذا التدبر سيجعلك توقن أننا ما قدرنا القرآن حق قدره “.
وفيما يلي الـ الاءات العشر التي وردت في سورة الكهف وخاتمتها:
– اللاء الأولى:
﴿ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَآءً ظَٰهِرًا﴾. (الآية ٢٢)
في حواراتك مع الناس .. لا تدعي امتلاك الحقيقة، ولا تجادل جدالاً عقيماً زُرع في تربة الجهل وسقي بماء الظنون..
– اللاء الثانية:
﴿ وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴾. (الآية ٢٢)
فيما يُشكل عليك من أمور .. لا تطلب الفتوى من شخص غابت عنه حقيقة ذاك الشيء.
– اللاء الثالثة:
﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَىْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا * إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ ﴾. (الآيتان ٢٣ و ٢٤).
وأنت ترسم لحظاتك القادمة.. لا تعِدْ نفسك أو غيرك بعمل شيء في المستقبل دون أن تعلق الأمر على مشيئة الله.
-اللاء الرابعة:
﴿وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ﴾. (الآية ٢٨).
وأنت تسير في قافلة الصالحين ..لا تصرف نظرك عنهم إلى غيرهم طمعاً في دنيا تصيبها.
– اللاء الخامسة:
﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُۥ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُۥ فُرُطًا﴾. (الآية ٢٨).
تعرّف على العنوان الذي كتبت نفسك تحته، وتخفف من كل شيء لا يقربك إلى الله؛ لأنه يشغلك عن السعي إليه .. وحينئذ لا تُطِعْ من كان غافلا عن ذكر الله وآثَرَ هواه على طاعة مولاه، وصار أمره في جميع أعماله ضياعًا وهلاكًا.
– اللاء السادسة:
﴿فلَا تَسْـَٔألنى عَن شَىْءٍ حَتَّىٰٓ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ (الآية ٧٠).
في ممارستك لفضولك المعرفي .. لا تستعجل السؤال عن شيء قبل أن تُستكمل لك تفاصيله.
– اللاء السابعة:
﴿لا تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ ﴾. (الآية ٧٣).
وأنت تطور اتجاهاتك نحو الناس تذكر أنهم بشر .. فلا تحاسبهم على سهوهم ونسيانهم أو ما استُكرهوا عليه
– اللاء الثامنة:
﴿ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِى عُسْرًا﴾. (الآية ٧٣).
هناك طاقة استيعابية لكل فرد.. فلا تطلب منه مالا يستطع ولا تحمّله ما لا يطيق.
– اللاء التاسعة:
﴿فَلا تُصاحِبني قَد بَلَغتَ مِن لَدُنّي عُذرًا﴾.(الآية ٧٦).
في بناء علاقات قيمة.. لا تصاحب من استنفذت معه مقومات الديمومة
-اللاء العاشرة :
بقيت لاءٌ أخيرة تُضاف إلى تلك اللاءات التسعة المذكورة والتي وردت جميعها في سورة الكهف ؛ ألا وهي اللاء العاشرة وهي خاتمة هذه اللاءات ومِسْكُها ؛ جاءت في آخر آية من آيات سورة الكهف ؛
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) } .
فإن كانت اللاءات التسع تلك والتي وردت في سورة الكهف معظمها تعتني بتربية المؤمن وتوجيهاته الإيمانية مع من حوله ، فإن اللاء العاشرة جاءت خُصت علاقة عمل المؤمن بمدى إخلاصه لربه ؛ لتشترط قبول العمل الصالح بألا يراد به إلا وجه الله وحده لا شريك له .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تبارك وتعالى يقول :
{ *أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري فأنا منه بريء ، هو للذي عمله*} .
تقبل الله أعمالكم ورزقنا وإياكم حسن التدبر في آيات القرآن والعمل به.
نقلا عن صفحة الدكتورة منى هبرا مدربة التنمية البشرية العالمية