بقلم / الدكتور محمد إبراهيم أحمد رجب
كثيرا ما نال كتاب صحيح الإمام البخاري رضي الله عنه اهتمام المسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها ، وانكب عليه العلماء والمفكرون و الدارسون والباحثون وكل طالب علم في السنة النبوية المطهرة لينهلوا من فيض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي جمعها الإمام البخاري رضي الله عنه في كتابه الموسوم (كتاب الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه ) الشهير باسم صحيح البخاري والذي صنفه الإمام محمد بن إسماعيل الجُعفي البخاري
وهذا ليس موضع عُجبِِ كِبر أو خُيلاء ، لأنها الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار …وكيف لا ؟؟
وهو الكتاب الجامع والأصح سندا و متنا ، ونقلا و ضبطا ، وتحقيقا و توثيقا في كتب الحديث النبوي الشريف على الاطلاق .
وقد بذل فيه الإمام البخاري رضي الله عنه جهودا جبارة في التبويب والترتيب والتحقيق والتدقيق ، فكان الكتاب مرشدا و موجها لمن جاء بعده ليسير على وفق منهجه وشرطه .
وقام العلماء بالشروح والتعليقات والاختصارات على هذا الكتاب ، وعقدت المجالس العلمية في شتى بلاد المسلمين لقراءة هذا السفر المبارك ، وهي سنة محمودة من أجل الارتباط بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي حد علمي قد بلغت شروح البخاري أربعة وثمانين كتابا و شرحا وتعليقا.
وكان لعلماء الهند باع طويل في شرح صحيح البخاري رضي الله عنه ، وجاء خاتمتهم فضيلة الشيخ الإمام مفتي الهند /أبو بكر أحمد ليتوج هذه الشروح باصدار المجلد الأول بكتابه الموسم (مقدمة تذكير القارى شرح صحيح البخاري) وسار فيه على منهج علمي دقيق يحقق المراد و يفي بالمطلوب ، وليكون إضافة قيمة وكبيرة للمكتبة الإسلامية المعاصرة ، فمباركُُ عليكم هذه الجهود الطيبة .
وسيقام حفل كبير في ماليزيا لتدشين هذا الكتاب في الاجتماع الختامي للمؤتمر العالمي لصحيح البخاري رضي الله عنه في مسجد بوترا بوتراجايا في ماليزيا في 21 نوفمبر 2024 وبحضور رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم و 20 عالما من علماء الحديث المشهورين عالميا .
و إننا إذ نبارك هذا العمل المبارك فندعو الله تعالى أن يجعل لنا نصيبا من رحمته و هدايته بصحيح البخاري رضي الله عنه ، ويوفق الجميع لخدمة السنة النبوية الشريفة والإسلام والمسلمين ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
*الشيخ الدكتور/ محمد إبراهيم أحمد رجب
مدير الفتوى بوزارة الأوقاف سابقا