السودانشئون عربية

تدهور الوضع الإنسانى ونقص الغذاء والدواء في السودان بسبب استمرار الصراع المسلح

كتبت: د.هيام الإبس

يتواصل الصراع المسلح فى السودان، الذى اندلع فى أبريل من العام الماضى، حيث تشهد منطقة غرب دارفور أشد الصراعات، ما تسبب فى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وحدوث كارثة إنسانية مروعة. على وجه الخصوص، ازدادت الحالة الإنسانية تدهوراً منذ تصاعد الاشتباكات بين طرفى الصراع على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، فى مايو من هذا العام.

نقص الغذاء وسوء التغذية  أبرز افرازات الحرب فى إقليم دارفور

ووفقا لإحصاءات رسمية وغير رسمية فإن نقص الغذاء وسوء التغذية تسجل معدلات مرتفعة لإقليم دارفور بغربى السودان كواحد من افرازات الحرب الدائرة بالسودان.

وكشفت وزارة الصحة بولاية شمال دارفور ، عن ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد وسط الأطفال خلال الربع الأول من العام الجارى.

ونقل موقع (أخبار السودان) المستقل عن المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور ابراهيم خاطر قوله “تعانى ولايات دارفور من ارتفاع معدلات سوء التغذية وخاصة وسط الأطفال بسبب نقص المواد الغذائية بسبب توقف المساعدات الإنسانية التى كانت تصل للإقليم نتيجة للحرب الدائرة بالسودان”.

وأضاف “بلغ عدد حالات سوء التغذية الحاد وسط الأطفال 561 حالة منها 268 حالة فى الفاشر و160 فى معسكر زمزم و133 فى معسكر ابوشوك”.

وحذر خاطر من ارتفاع نسبة سوء التغذية خلال الفترة المقبلة بسبب استمرار الحرب وانقطاع المساعدات الإنسانية وتوقف عمل المنظمات الدولية وتناقص المساحات المزروعة.

فى السياق ذاته، أعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين فى دارفور (غير حكومية) عن وفاة أكثر من 561 طفلاً بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية خلال 11 شهراً من الحرب فى السودان.

ونقل موقع (سودان تريبيون) الإخبارى المستقل عن المتحدث باسم التنسيقية آدم رجال “إن أكثر من 5.9 مليون نازح فى مخيمات دارفور بحاجة ماسة للغذاء بشكل عاجل”.

وأضاف “لقد دخلت دارفور مرحلة المجاعة من الدرجة الأولى، حيث يعانى السكان من سوء التغذية ونقص حاد فى المواد الغذائية الأساسية، بما فى ذلك الغذاء المتكامل للأمهات الحوامل والمرضعات وكبار السن”.

كما حذر رجال من انهيار تام للوضع الصحى فى المخيمات، مع نقص حاد فى الأدوية المنقذة للحياة وتوقف مراكز الرعاية الصحية الأولية بسبب نقص الكوادر الطبية والأدوية، كما أشار إلى نقص حاد فى المياه الصالحة للشرب، حيث تم تعطيل 70 % من مصادر المياه داخل المخيمات.

وقال إن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية فى مخيمات النزوح بالداخل تجاوز مليون طفل.

وكانت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) قد أشارت إلى أن أكثر من 13.6 مليون طفل فى السودان بحاجة ماسة للدعم الإنسانى المنقذ للحياة.

وبداية العام الحالى، حذرت يونيسف من معاناة 700 ألف طفل فى السودان من أخطر صور سوء التغذية هذا العام، متوقعة وفاة عشرات الآلاف منهم.

وتقدر خطة الاستجابة الإنسانية فى السودان التى تعدها الأمم المتحدة الاحتياجات المالية لتغطية 14.7 مليون شخص بالسودان بنحو 2.7 مليار دولار للعام 2024، لم تتوفر منها حالياً إلا 84 مليون دولار (3.1 %).

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف السودانيين البالغ عددهم أكثر من 48 مليون نسمة، أى حوالى 25 مليون شخص، باتوا يحتاجون إلى المساعدة، بمن فيهم 18 مليون شخص يواجهون إنعدام الأمن الغذائى الحاد.

ومنذ 15 أبريل من العام الماضى، يدور نزاع مسلح بين الجيش السودانى بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

ووفقا لتقارير دولية فإن القتال أدى إلى مقتل ما يزيد عن 12 ألف مدنى.

ووفقا لإحصائيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية فى السودان (أوتشا) فقد فر أكثر من 8.1 مليون شخص من القتال داخل السودان وإلى دول الجوار.

سيول وفيضانات تزيد تفاقم الأوضاع 

من جهة أخرى ،  أعلنت وزارة الصحة الاتحادية السودانية، وفاة 12 شخصاً فى ولاية كسلا جراء الأمطار الغزيرة التى هطلت بعدد من ولايات الشرق خلال الساعات الماضية.

وذكرت صحيفة “سودان تريبيون” السودانية أن أمطارا غزيرة غمرت يوم الجمعة خيام النازحين فى ثلاث من دور الإيواء بمدينة كسلا والتى تستضيف عشرات الآلاف من المشردين بسبب الحرب.

وعقد مركز عمليات الطوارئ الصحية اجتماعاً طارئاً لمناقشة كارثة الأمطار والسيول فى ولايتى كسلا والقضارف، برئاسة وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم.

وقال وزير الصحة فى تصريح صحفى عقب الاجتماع إنه “تم تسجيل 12 حالة وفاة”، وأشار إلى أن الاجتماع استعرض الأوضاع الصحية بالولايات المتضررة من السيول والأمطار، وهى “كسلا، القضارف”، ووقف على الاستعداد لمجابهة الأمراض الوبائية وتوفير المعينات المرتبطة بالأنشطة المنقذة لاحتوائها، كما وقف على أوضاع دور الإيواء.

ونوه إلى أن الاجتماع أكد على ضرورة التنسيق الجيد بين الصحة والوزارات ذات الصلة والمنظمات، والعمل على مكافحة نواقل الأمراض.

ووجه برصد الإمكانيات المتاحة بالولايات من أدوية ومعينات والتنسيق لإرسالها إلى الولايات المتضررة.

ويشهد السودان سنوياً خلال الفترة من يونيو إلى أكتوبر موجات من السيول والفيضانات بسبب تساقط الأمطار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.