تراكمات نفسية …
بقلم / ممدوح الشنهوري
أحياناً يحاول البعض من الناس .. الخروج من الأزمات النفسية التي يمر بها في حياته فلا يستطيع، وكأن هناك ما يجره الي ذلك العالم السحيق واللامتناهي من الأحزان والهموم .
والأزمات النفسية في حياتنا الشخصية، قد تكون أزمات عابرة في حياة البعض منا، وتنتهي في يوم ما، متي زالت أسبابها. وقد تكون ايضا، أزمات لها من الجذور النفسية العميقة ما يجعلها تصبح، فيما بعد مثل الأمراض المزمنة، التي قٌدر للبعض من الناس أن يصابوا بها فيعيشون ويموتون بها .. !!
وأحياناً مهما حاول البعض من الناس التخلص منها، لا يستطيعون ، وإن حاولوا ورحلت عنهم، فقد ترحل عنهم ربما لبضعة أيام أو اسابيع، أو شهور أو سنين .. ولكن تحن لهم ويحنون لها .. !! وكأنهم روح واحدة وجسد واحد .. ولن يفرقهم سوي الموت .. !؟.
ومن أكبر وأخطر تلك المعاضل النفسية علي حياة الإنسان النفسية ، هي التي تواجهه في الصغر، حيث تشكل تلك الأزمات النفسية في حياة الصغير وفي عوده الأخضر،جزء كبير من الوجدان والعواطف الحزينة في حياتة المستقبلية .
كأن يولد مثلا طفل يتيم، حٌرم من حنان الأبوين، أو أن يفقد شخص عزيز من الأصدقاءه ، أو ان يمر بحدث سيء أثر في حياتة الشخصية سلبا ، ليشكل هذا الحدث أو تلك الأحداث فيما بعد كابوس وصدمة نفسية، سيظلوا يؤرقان حياته طوال العمر بين الحين بأثرهم النفسي داخله .
وتعرف هذه المشاكل ” بالتراكمات النفسية ” في الطب النفسي، وخاصة إن صاحبها نوع من الكبت والكتمان لتلك المشاعر الحزينة عند الأشخاص . فلا يستطيعون البوح بما داخلهم من مشاعر حتي لأقرب الناس اليهم ليساعدوهم ، فلا يستطيعون وقتها مساعدة أنفسهم، ولا حتي إعطاء الفرصة لغيرهم في مساعدتهم. مما يشكل ذلك عبء نفسي في تفاقم مشاكلهم النفسية مع الأيام، والتي يصعب إيجاد مخرج طبي أو علاجي لها في ذلك الوقت .
ممدوح الشنهوري
كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان