الصراط المستقيم

صلة الرحم .. وأثر ذلك فى حياتنا

بقلم  – وليد على

نسمع كثيراً عن الرحم وثواب الواصل وعن قطعها وعن ذنب وعقوبة القاطع ولكن لماذا لا نجد لهذا الأثر فى حيتنا ولماذا اصبحنا نسمع هذا الكلام وحال كلاً منا إلا ما رحم الله يريد ان يصم أذنيه فلا يسمع ولا يعقل ما سمع. أو ربما ينشغل ويتشاغل ويغفل أو يتغافل عنه وحاله يقول لمن الاتصمت ولا تسمعنا ما يوجعنا وأصبحنا غلاظ القلوب ولا حول ولا قوة الا بالله .

اولأ لماذ نعطى هذا الأمر كل هذا الإهتمام وربما يراه البعض أنه أمر عادى وربما لا يبالى به أخرون .ونقول لهذا وهؤلاء ان هذا المضوع من الأهمية بمكان بل إنه أتى فى الذكر الحكيم بعد عباده الله وتقواة وان النبى صلى الله عليه وسلم أمر به فى بدأية بعثته .

قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )

﴿فَهَلۡ عَسَیۡتُمۡ إِن تَوَلَّیۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوۤا۟ أَرۡحَامَكُمۡ﴾

عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ حَتّى إذا فَرَغَ مِنهم قامَتِ الرَّحِمُ فَأخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ فَقالَ: مَهْ فَقالَتْ: هَذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ قالَ: نَعَمْ أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ وأقْطَعَ مَن قَطَعَكِ قالَتْ: بَلى قالَ: فَذاكَ لَكِ ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: اقْرَؤُا إنْ شِئْتُمْ ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ﴾ ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأصَمَّهم وأعْمى أبْصارَهُمْ﴾ [محمد: ٢٣] ﴿أفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أمْ عَلى قُلُوبٍ أقْفالُها﴾

والناظر فى هذه الأيات وهذا الحديث يرى ان الله ذكر الرحم بعد ذكر تقواه فى أية واحدة معطوفة بواو العطف (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) ويرى أيضا الوعيد الذى جاء فى الحديث الشريف الذى بين أيدينا وكيف ان النبى الكريم وهو روف رحيم بنا وهو يبين لنا أن الله يقطع من قطع رحمه ولكن هل عرفنا معنى القطع وما هو حال هذا الانسان المقطوع ولا حول ولا قوة الا بالله .

والقطع الذى جاء فى الحديث هو البعد وهو الطرد من الرحمه وعدم قبول الاعمال وعدم تنزل الرحمات لماذ لانه قاطع لرحمه( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) وعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنَّ لِلرَّحِمِ لِسانًا يَوْمَ القِيامَةِ تَحْتَ العَرْشِ فَتَقُولُ: يا رَبِّ قُطِعْتُ يا رَبِّ ظُلِمْتُ يا رَبِّ أُسِيءَ إلَيَّ فَيُجِيبُها رَبُّها ألّا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ وأقْطَعَ مَن قَطَعَكِ» .

وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنْ أعْمالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ عَشِيَّةَ كُلِّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ فَلا يُقْبَلُ عَمَلُ قاطِعِ رَحِمٍ»

وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ «أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: قالَ اللَّهُ: أنا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وشَقَقْتُ لَها اسْمًا مِنَ اسْمِي، فَمَن وصَلَها وصَلْتُهُ ومَن قَطَعَها قَطَعْتُهُ ومَن بَتَّها بَتَتُّهُ» .

فيصلى العبد ويتصدق ويزكى ويحج ويعتمر ولا يقبل الله منه لماذا لأنه قاطع لرحمه ويعمل العبد ويجد وليس له بركة فى رزقه لماذا لأنه قاطع لرحمه بل يعلم إبنه فى ارقى المدارس واعظم الجامعات ولا يجد منه البر ويجد العقوق لماذا لأنه قطع رحمه ولم يربى أبنه على ان صلة الرحم من تمام دينه وهى سبب فى رضى ربه وحسن اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم .

ومن أسباب تنزل الرحمات صلة الرحم فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي أوْفى قالَ: «كُنّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ في حَلَقَةٍ فَقالَ: إنّا لا نُحِلُّ لِرَجُلٍ أمْسى قاطِعَ رَحِمٍ إلّا قامَ عَنّا فَلَمْ يَقُمْ إلّا فَتًى كانَ في أقْصى الحَلَقَةِ فَأتى خالَةً لَهُ فَقالَتْ: ما جاءَ بِكَ؟ فَأخْبَرَها بِما قالَ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ رَجَعَ فَجَلَسَ في مَجْلِسِهِ فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: ما لِي لَمْ أرَ أحَدًا قامَ مِنَ الحَلَقَةِ غَيْرَكَ. فَأخْبَرَهُ بِما قالَ لِخالَتِهِ وما قالَتْ لَهُ فَقالَ: اجْلِسْ فَقَدْ أحْسَنْتَ ألا إنَّها لا تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ عَلى قَوْمٍ فِيهِمْ قاطِعُ رَحِمٍ» .

وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اعْرِفُوا أنْسابَكم تَصِلُوا أرْحامَكم فَإنَّهُ لا قُرْبَ لِرَحِمٍ إذا قُطِعَتْ وإنْ كانَتْ قَرِيبَةً ولا بُعْدَ لَها إذا وُصِلَتْ وإنْ كانَتْ بَعِيدَةً» .

عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «قُلْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ: إذا رَأيْتُكَ طابَتْ نَفْسِي وقَرَّتْ عَيْنِي فَأنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ قالَ: كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِن ماءٍ، قُلْتُ: أنْبِئْنِي عَنْ أمْرٍ إذا عَمِلْتُ بِهِ دَخَلْتُ الجَنَّةَ، قالَ: أفْشِ السَّلامَ وأطْعِمِ الطَّعامَ وصِلِ الأرْحامَ وقُمْ بِاللَّيْلِ والنّاسِ نِيامٌ ثُمَّ ادْخُلِ الجَنَّةَ بِسَلامٍ» .

فيجب علينا ان نتربى على صلة الرحم وأن نربى أبناءنا عليها وان نجعل من أوقتنا اليوميه وقت لصلة الرحم ووقت من كل أسبوع لزيارة الأرحام وذهاب الأبناء معه للزيارة حتى يتعلموا منه حب الرحم والصله والتواصل والحب .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.