أراء وقراءات

ترسم تنجح

بقلم / الفنان أمير وهيب

النجاح معناه الفوز و إدراك الغاية ، و يقال نجح في الامتحان أي أنه تخطى الاختبار من الحد الأدنى ، و بالتالي النجاح شعور أيضا ، لأن هناك من يفرح بهذا الحد الأدنى و هناك من يكون إدراك الغاية بالنسبة له هو أن يكون الأول ، و هذا الكلام ينطبق على الفرد و المؤسسة و المجتمع و الدولة.

و مثال جماهيري شهير لتوضيح المعنى ، أندية القمة ، في مصر و أي دولة ،  لا يرضيه الا ان يكون الأول ، في حين هناك نادي اخر يقيم الأفراح لأنه لم يهبط إلي دوري الدرجة الثانية.

في نظري نجاح مصر لابد ان يكون في مستوى الاوائل من الدول العظمى و اندية القمة ، وهذا لن يتحقق إلا بالسيطرة المادية و المعنوية أيضا ، لأن احتياجات الإنسان هي معنوية بقدر ما هي مادية . و مصر هي ناجحة فعلا ، و امور عديدة تحت السيطرة التامة ، و لكن النجاح يشمل ايضا الاحتياج المعنوي ويشمل كل ما هو له علاقة ب ” النفس ” و أولها الأمور الفنية والفكربة والثقافية المرتبطة بالإبداع ولم نحقق فيها سوى نجاح الحد الادنى ، و بناء عن ما سبق ، يجب اتباع هذه الإجراءات للتفوق و التقدم :

1 – أي معاملات مالية ، بيع و شراء منتجات و غيره ، في الدول العظمى ، تكون بوحدة العملة وكسورها ، اي لابد و ان تتم بالجنية و القرش ، الحاجة الوحيدة التي يكتب سعرها بالجنية و القرش في مصر هو الدولار.

2 – على الإعلام استضافة كتاب و فنانين تشكيليين بنفس عدد ظهور الممثلين و المغنيين ، لأن كفة الممثلين أكثر مما ترك انطباع ان الممثل هو الفنان.

3 – سيطرة الدولة التامة على الشارع ، ممنوع فوضى باعة جائلين في كل مكان بـ ” ميكروفون ” و عمل تصميم لائق موحد في جميع أنحاء محافظات مصر لما يعرف بـ ” كشك السجائر ” انما هذا الشكل هو فضيحة معمارية دولية ، كشك ركيك بجانبه عدد غير قليل من الثلاجات و كراتين الشيبسي و خلافه يفترش و يفترس طول الرصيف و الشارع في منظر قبيح لا مثيل له في الدنيا.

4 – تجميل ميادين مصر كلها ، في كل مدن مصر و عدد المدن حوالي ٢٥٠ مدينة ، من خلال مسابقات محلية و اقليمية و دولية على حسب موقع كل ميدان ، لان رقم الميادين يمكن أن يتجاوز المائة الف.

و لأن رؤية منظر ميدان جميل ذو تصميم بديع يمكن للمواطنين الاستمتاع به باعتبارهم رواد لهذا الميدان له تأثير مفيد جدا على سلوك الإنسان و تهذيبه.

5- تأسيس هيئة وطنية اسمها ” هيئة تنشيط الإبداع ” على غرار هيئة تنشيط السياحة هدفها الأول و الأساسي تشجيع الإبداع و الابتكار و الاختراع بشكل دائم و مستمر من خلال مسابقات دائمة في جميع المجالات في جميع المراحل السنية في جميع المستويات العلمية في جميع المستويات الاجتماعية.

لأن طرح مسابقة تصميم ” كرسي بحر ” خاص ب مصيف رأس البر يختلف عن طرح مسابقة تصميم محطة اتوبيس في مدينة القاهرة.

* هذه الاجراءات تبدو بسيطة و لكن أهمالها له تأثيره السلبي الخطير و يشبه الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان بسبب عدم النظافة و الاكتئاب.

* لذلك اوصي باتباع هذه التعليمات و تنفيذها اذا كانت مصر تستهدف نهضة حقيقية لتكون في قائمة الدول العظمى.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.