تزايد مخاوف سودانيين من إضرار سد النهضة بمعيشتهم
أعرب العمال على جزيرة توتي في العاصمة السودانية الخرطوم عن مخاوفهم من أن يهدد سدا عملاقا تقيمه إثيوبيا قرب الحدود بين البلدين سُبل عيشهم.
وذكرت وكالة رويترز في تقرير لها اليوم الخميس 9 يوليو 2020 أن العمال يخشون من أن يُضعف سد النهضة العظيم المُقام في أعالي النهر تدفق المياه في النيل الأزرق مما يهدد صناعة يقول السكان إنها تمد الخرطوم بالطوب لبناء المباني العامة الحديثة منذ نحو مئة عام.
وأضافت الوكالة : لدى صُنّاع الفخار والمزارعين والصيادين حول منطقة التقاء النيلين مخاوف مشابهة، في حين يتوقع سكان آخرون، نزحوا بسبب الفيضان الصيف الماضي، فوائد من بناء سد ينظم تدفق مياه النهر.
وقال معتصم الجيري (50 عاما) صانع الفخار في قرية خارج مدينة أم درمان حيث يشكل العمال الأواني الفخارية من طمي النيل إن السد ”سينظم النيل ويقلل الفيضانات… لكن من ناحية أخرى سنحصل على طمي أقل وماء أقل، المزارعون وصناع الطوب والفخار سيتضررون بشدة“.
وتمثل آراء السكان لمحة عن الآمال والمخاوف الممتدة بطول نهر النيل من مشروع توليد الكهرباء الذي أثار مواجهة دبلوماسية حامية بين إثيوبيا ومصر عند مصب النهر.
وعلى جزيرة توتي يشعر المزارعون وملاك الأراضي بالقلق من أن تقليل السد لقوة تدفق مياه النهر سيحد من المياه اللازمة لري الأراضي.
وقال موسى آدم بكر الذي يزرع قطعة أرض بالخضروات والموالح بالقرب من مصنع الطوب ”جئت إلى توتي في عام 1988 لأن الأرض هنا هي الأفضل للزراعة وقريبة من الأسواق وتحقق عائدا مجزيا“.
وأضاف أن أراضي الجزيرة تنتج على مدار العام جميع أنواع الخضروات مثل البطاطس والبصل والباذنجان.
والسودان مُهمش منذ فترة طويلة في الصراع على السد بين جارتيه الكبيرتين لكنه تدخل في الفترة الأخير للوساطة لبدء مفاوضات جديدة بين الأطراف الثلاثة.
وسيرقب مواطنوه عن كثب أي تأثير على منسوب المياه التي يعتمدون عليها في حياتهم.
وقال أشرف حسن (45 عاما) وهو تاجر سمك في أم درمان ”السمك يموت إذا خرج من الماء… ونحن أيضا، نعيش كجزء من الماء وحوله“.