العالمتقارير وتحقيقاتشئون عربية

تسريبات جديدة للعميل سنودن تفضح التجسس الأمريكي البريطاني على العرب

إدوارد سنودن
إدوارد سنودن

نشرت صحيفة فرنسية وثائق مسرّبة من قبل عميل الاستخبارات الأمريكية السابق إدوارد سنودن، كشفت عن  معلومات جديدة ار عن التجسّس الأمريكي- البريطاني على الاتصالات الهاتفية على متن طائرات الحكومات المستهدفة بالتنصّت.

وتأتي هذه المعطيات الجديدة في إطار تحقيق لصحيفة “لوموند” الفرنسية، والتي تعمل بالتعاون مع موقع “انترسابت” للمعلومات، لمؤسسيه غلين غرينوالد ولورا بواترا، وهما اثنان من الصحفيين الذين تلقوا مباشرة الوثائق من سنودن.

ووبحسب ما نشرته صحيفة ( إرم )  الألكترونية الاثنين 12 ديسمبر 2016 فان الصحيفة الفرنسية بررت نشر تحقيقها قبل يومين، مع أن التسريب حصل منذ 2013، بأن كمّ المعطيات المخزنة كان هائلاً بشكل يفرض العمل عليها على أجزاء، إضافة إلى أن بناء علاقة ثقة مع الصحفيين صاحبيْ الوثائق الأصلية يتطلب وقتاً، دون إغفال ما يتطلبه أيضاً العمل على معطيات تقنية معقدة من وقت، وفقاً للأناضول.

تجسّس على دول عربية

ومع أن إسرائيل ترتبط، رسمياً، مع وكالة الأمن القومي الأمريكية والاستخبارات البريطانية بعلاقة تحالف إلا أن ذلك لم يمنع استهدافها بالتنصّت.

ورغم أن الشراكة فريدة من نوعها، إلا أن تسريبات سنودن كشفت جانبها المظلم، وذلك في إطار تحقيق للصحيفة، استناداً إلى أن الوثائق المسربة كشفت أن واشنطن ولندن، تجسستا لسنوات على الدبلوماسية الإسرائيلية سواء في القدس أو في الخارج.

كما استهدفتا أيضا شركات إسرائيلية خاصة في مجال الدفاع، وهيئات حكومية مكلفة بالتعاون الدولي، إلى جانب مراكز جامعية معروفة بمستواها العلمي الرفيع.

التجسّس لم يقتصر على إسرائيل، وإنما شمل أيضاً مسؤولين من السلطات الفلسطينية والأردنية، وذلك رغم العلاقات الوثيقة الرابطة أيضاً بين الطرفين في مجال الاستخبارات.

واسُتهدفت السلطة الفلسطينية، من جانبها بعمليات تنصّت مكثّفة شملت كبار مسؤوليها وتعدّتهم إلى شخصيات عديدة أخرى.

ففي نهاية 2008 وفي 2009، تجسّست الاستخبارات البريطانية على الاتصالات الهاتفية لمكتب الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعلى عدد هام من الوفود الفلسطينية في شتى أنحاء العالم، خاصة في كل من فرنسا وبلجيكا والبرتغال، إضافة إلى باكستان وجنوب إفريقيا وماليزيا.

كما تنصّتت على مكالمات أحمد الطيبي رئيس “الحركة العربية للتغيير”، وهو أيضاً عضو البرلمان الإسرائيلي وأحمد قريع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية من 2003 إلى 2005، وغيرها من الأسماء أو “الأصدقاء”، كما تقول الصحيفة، والتي قالت إن ما حصل “يدعم قاعدة قديمة مفادها أنه لا وجود للأصدقاء” حين يتعلّق الأمر بالتجسّس.

غزو الهواتف المحمولة في الطائرات

وبحسب صحيفة (إرم ) التسريبات الجديدة كشفت أن واشنطن ولندن وضعتا نظامًا كاملًا للتجسّس على جميع الاتصالات الهاتفية أو حتى على الهواتف المستخدمة على متن الطائرات.

برنامج تجسس لا يقتصر على الرحلات الخاصة أو الرسمية، وإنما يشمل أيضاً الرحلات التجارية، على أساس أنه جزء من خطة أمريكية اعتمدت عقب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، توقياً من استخدام طائرات لشن هجمات إرهابية، بحسب التحقيق الذي نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية في عددها الصادر أول أمس الأربعاء.

ويضم “أرشيف سنودن” وثائق متنوّعة تتناول خفايا وأسرار وتفاصيل برامج المراقبة للوكالة الأمريكية، إضافة إلى أنها ترصد اتصالات داخلية.

البعض من هذه الوثائق تقني، ما يجعلها معقّدة بالنسبة لغير أهل الاختصاص، والبعض الآخر مكتوب بلغة موجهة لأن تكون مفهومة من قبل أكبر عدد ممكن من موظفي الوكالة.

ومع أنّ الوثائق تنتمي في جزء كبير منها لوكالة الأمن القومي الأمريكية، إلا أنها مكّنت من الكشف عن معطيات حول أنشطة نظرائها، حيث قام سنودن بنسخ العديد من الوثائق التابعة للاستخبارات البريطانية.

ويكشف وصول سنودن إلى الوثائق السرية الخاصة بالاستخبارات البريطانية أن التعامل بين الجهازين كان وثيقاً، وأن التنسيق كان كبيراً إلى درجة يمنح عملاء أحدهما إمكانية الولوج إلى وثائق تخص الآخر.

ويمكّن نظام التجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية ونظيرتها البريطانية من التقاط جميع البيانات، بما في ذلك الشفرات والرموز السرية والاتصالات الهاتفية لمعظم شركات الطيران الكبرى.

الخطوط الجوية الفرنسية من أبرز المستهدفين

استناداً إلى تحقيق “لوموند”، فإن فرنسا استُهدفت ببرنامج موجّه لاعتراض رحلاتها الجوية –حتى التجارية منها، التابعة لشركة طيرانها “الخطوط الجوية الفرنسية”، بمعنى أن التجسس لم يستهدف الرحلات الرسمية في الطائرات الخاصة فحسب، وذلك اعتماداً على المزايا التي منحها استخدام الهواتف المحمولة المتصلة بالإنترنت في الجوّ، ما مكّن الأمريكان والبريطانيين من إنشاء برنامج خاص جعل من فرنسا أحد أبرز أهدافه.

البرنامج أثمر نتائج باهرة وفق الوثائق الداخلية للوكالتين الأمريكية والبريطانية، حيث يتم تجميع المعطيات “في الزمن الحقيقي”، بما أنه وللتجسس على هاتف، يكفي أن يكون على ارتفاع 10 آلاف قدم، ثم تتكفّل المحطات السرية الأرضية للهوائيات، عبر تقنية الاعتراض، بالتقاط الإشارات العابرة عن طريق الأقمار الصناعية.

وبمجرّد تشغيل الهاتف يمكن تحديد مكانه، ما يسمح تبعاً لذلك لتقنية الاعتراض بالتقاطع مع سجلّ المسافرين وأرقام الطائرات، لتضع في النهاية اسما لمستخدم الهاتف الذكي، بل أن الاستخبارات البريطانية بإمكانها حتى تعطيل هاتف عن بعد، ما يضطر صاحبه إلى إعادة تشغيله من جديد مستخدماً رموزه الخاصة بالدخول، وهنا تقوم الأجهزة البريطانية باعتراض جميع تلك الرموز ورصدها.

برامج ولّدت حماساً كبيراً لدى الوكالتين، حتى أن الأمريكية كتبت في 2009 مذكّرة داخلية تقول فيها إنه “بإمكان السماء أن تنتمي إلى وكالة الأمن القومي”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.