بقلم الفنان/ أمير وهبب
أتأمل حياة الإنسان فالاحظ الآتي : الملاحظة جزء منها عام واضح ،وهو ان كل الناس لديها مشاكل ، وأن مشاكل الجهلة تختلف عن مشاكل المتعلمين، ومشاكل الفقراء تختلف عن مشاكل الأغنياء.
و لكن ما يعنيني هو حل مشكلة نفسية عامة موجودة عند غالبية الناس في مصر و مارستها هو فعل ” التسول ” ، صدق أو لا تصدق ، الملاحظة المؤكدة أن غالبية الناس ، في مصر ، على مختلف فئاتها وطباقتها و بطاقتها يمارسون التسول.
الدافع ل التسول هو شعور بأن هناك نقص في شئ ما ، حتى بين الأثرياء ، هناك شعور باحتياج ما.
* أشهر أنواع التسول هو تسول الاحتياجات المادية ، على رأسها الفلوس من الناس في الشارع.
* و من يتسول الطعام ومن يتسول الملابس و من يتسول المبيت و غيره.
* و لكن هناك أيضا التسول غير المادي والمعنوي وأبطاله هم من لا يحتاجون الفلوس.
* من يتسول ” الوقت ” اشهرها يطلب مهلة ، أو يصل عمله متأخر ، شركة تعتذر لعملاء عن التأخير في تسليم اعمال ، او القيام باعمال اخرى في وقت العمل ، وهكذا تسول وقت.
* و هناك من يتسول عطف الناس ، يجلس مع الناس و يبدأ في الشكوى ، هل يريد شئ مادي ، لأ ، يريد مواساة.
* و هناك من يتسول ” الصحبة ” يشعر بالوحدة ، ولا يجد من يتكلم معه أو يتسامر معه أو زيارة ضيافة أو يخرج معه أو يطلع معهم رحلة و منهم أيضا من يتدخل في شئون الآخرين بالتطفل أو بحجة وعظة دينية ، كلها أشكال من التقرب الي الأخرين طلبا في صحبة.
* و هناك فئة من الأثرياء يتسول ” النسب ” ، اعرف ناس من العصاميين اغتنوا بمجهودهم و لكن ينقص أن يكون اجداده اغنياء أيضا فيتسول ان اجداده ” أتراك ” و هكذا تسول نسب.
* و هناك من يتسول ” الحب ” يبحث عن ناس تحبه ، و يبدأ في سلوك الشخص الحبوب المفتعل لينال حب الناس.
* و هناك نوع يتسول ” العلم ” ، و منهم متعلمين ، يسأل ناس كثير في امور لا يعلمها ، في حين انه يمكنه البحث في الكتب.
* و هناك من يتسول ” النجومية ” ، متوهم انه موهوب و انه على درجة من الوسامة و الجاذبية أو من الأثرياء و ينقصه الشهرة.
* و هناك من يتسول ” النكاح ” الزواج في الحلال أو الزواج في الحرام.
* و هناك من يتسول اعمال فنية مثل هذا الصحفي الشهير.
* لذلك انصح كن مستغني ، الاستغناء سوف يعطيك الفرصة ل الإبداع ، لأن التسول لن يحقق لك ما تتمناه ، ما تتمناه لا يتحقق بالتسول. فعل التسول هو فعل مذموم ، أي كان درجة نوعه و درجة احتياجه.
* الانشغال بفعل التسول هو فعل مرض نفسي ، و اخطرهم تسول الصحبة في أوقات العمل ، هو تسول وسرقة وقت ويحرم الانسان من ممارسة عمله و تطوير مهاراته و قدراته و القيام بمهام عمله بما يتفق مع الحق و المنطق و يتنافي دنيا و دين مع الضمير و الأمانة و مع المعايير و النتائج المطلوبة.
* فعل التسول في مصر اصبح فعل غالبية المصريين و هو فعل يمنع أي نشاط إيجابي لان ممارسة التسول وصلت الي حد رجل اعمال مصري اسمه ضمن قائمة أثرياء العالم يتسول ” الشهرة ” و ” النجومية ” و الظهور في إعلان تليفزيون بصحبة ممثل.
* و هو أمر يستدعي تدخل من هيئات عديدة مهمتها الرئيسية شحن المصريين معنويا و حثهم على حب العمل و احترام الوقت و الإبداع و الابتكار و الاختراع.
أمير وهيب
فنان تشكيلي وكاتب ومفكر