تصاعد التوتر الحكومي في إسرائيل .. اتهام مساعد لنتنياهو بتسريب معلومات عسكرية

كتب – محمد السيد راشد
في تطور جديد يعكس تصاعد التوتر داخل المؤسسة الإسرائيلية، أعلنت المدعية العامة الإسرائيلية جالي باهراف-ميارا أن جوناثان أوريخ، المستشار المقرب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يواجه اتهامات خطيرة تتعلق بالأمن القومي، بتهمة تسريب معلومات عسكرية حساسة لوسائل إعلام أجنبية خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
جلسة استماع مرتقبة وتحقيقات سياسية؟
وأشارت باهراف-ميارا في بيان صدر مساء الأحد إلى أن أوريخ، إلى جانب مساعد آخر، قاما بتسريب معلومات سرية من الجيش الإسرائيلي إلى صحيفة بيلد الألمانية. وأوضحت أن دوافع التسريب كانت محاولة التأثير على الرأي العام الإسرائيلي، في أعقاب مقتل ستة رهائن إسرائيليين على يد خاطفيهم الفلسطينيين في غزة أواخر أغسطس/آب 2024.
وأضافت أن جلسة الاستماع لأقوال أوريخ لا تزال قيد الترتيب، بينما تواصل السلطات القضائية الإسرائيلية تحقيقاتها في القضية، التي بدأت أواخر العام الماضي.
نتنياهو: القضية ذات دوافع سياسية
من جانبه، نفى أوريخ ارتكاب أي مخالفة، مؤكدًا عبر محاميه أن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وأنه سيتم إثبات براءته بما لا يدع مجالًا للشك. أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقد وصف القضية بأنها مسيسة بالكامل، مؤكدًا أن أوريخ لم يُلحق ضررًا بأمن الدولة، وأن التوقيت “يثير تساؤلات جدية”.
وتشهد العلاقة بين حكومة نتنياهو والمدعية العامة توترًا منذ فترة، حيث تسعى الحكومة إلى إقالة باهراف-ميارا، التي تم تعيينها في عهد الحكومة السابقة، واصطدمت مرارًا مع نتنياهو بسبب قانونية بعض السياسات الحكومية.
التسريب والمفاوضات المعطلة
وفقًا للمدعية العامة، فإن المقال الذي نُشر في صحيفة بيلد الألمانية اعتمد على وثائق مسرّبة تستعرض خطة حماس التفاوضية في محادثات وقف إطلاق النار، ووافق محتواه إلى حد كبير رواية نتنياهو بأن حماس هي المسؤولة عن تعثر المفاوضات.
جاء نشر المقال بعد العثور على جثث الرهائن الستة داخل نفق تابع لحماس في جنوب غزة، ما فجّر موجة غضب شعبي واحتجاجات داخل إسرائيل، وسط اتهامات لنتنياهو بأنه أفشل صفقة التبادل والهدنة لأسباب سياسية.
وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية حينها أن أربعة من الرهائن الستة الذين قتلوا كانوا ضمن قائمة تضم أكثر من 30 محتجزًا، كان من المقرر أن يتم إطلاق سراحهم في حال التوصل إلى اتفاق هدنة مع حماس.
مفاوضات جديدة رغم الاتهامات
وكانت إسرائيل وحماس قد توصلتا في يناير الماضي إلى وقف لإطلاق النار لمدة شهرين، تم خلاله إطلاق سراح 38 رهينة، قبل أن تستأنف إسرائيل هجماتها على القطاع. وتجري حاليًا مفاوضات غير مباشرة في الدوحة بهدف التوصل إلى هدنة جديدة.
فيما رفضت صحيفة بيلد التعليق على مصادرها، مؤكدة أن المقال “استند إلى مستندات موثوقة”، ولم ترد على طلبات التعليق حتى مساء الاثنين.