صحة و جمال

تصحيح المفاهيم: الخطوة الأولى نحو بدائل تدخين أقل ضررًا

✍️ كتب: ماهر بدر

في ظل التقدم العالمي في السياسات الصحية وجهود مكافحة التدخين، لا يزال ملايين المدخنين يفتقرون إلى المعلومات الدقيقة حول البدائل الأقل ضررًا مثل السجائر الإلكترونية، التبغ المسخن، وأكياس النيكوتين. هذا النقص في المعرفة يؤدي إلى استمرار المفاهيم الخاطئة، ويحول دون اتخاذ قرارات صحية مبنية على العلم.

مفاهيم خاطئة تعيق التحول نحو بدائل أكثر أمانًا

أظهرت دراسة دولية حديثة أن توفير المعلومات العلمية الدقيقة هو عامل حاسم في قرار المدخنين بالتحول إلى بدائل خالية من الدخان. في المقابل، يؤدي غياب هذه المعلومات إلى قرارات قد تكون أكثر ضررًا من التدخين نفسه.

دعوة لسياسات قائمة على الأدلة العلمية

صرّح رئيس اتحاد مستهلكي النيكوتين في الفلبين بضرورة تمكين المدخنين من الوصول إلى معلومات دقيقة حول البدائل، خاصة لأولئك غير القادرين على الإقلاع النهائي. وأكد أن النيكوتين لا يُصنف كمادة مسرطنة من قبل منظمات صحية مرموقة مثل IARC وFDA وNHS، ما يجعل من الضروري إعادة النظر في السياسات الصحية الحالية.

العدالة الصحية تبدأ من الاعتراف بالعلم

أوضح المتحدث أن تجاهل الأدلة العلمية لصالح الأيديولوجيا يُعد إخفاقًا في حماية الصحة العامة، مؤكدًا أن تقليل مخاطر التبغ ليس تهاونًا، بل التزامًا بمبدأ العدالة الصحية.

أرقام صادمة: تصاعد سوء الفهم حول السجائر الإلكترونية

كشفت الدراسة أن 85% من المدخنين في إنجلترا عام 2024 يعتقدون خطأً أن السجائر الإلكترونية تساوي أو تفوق التدخين التقليدي في الضرر، مقارنة بـ59% فقط قبل عقد. هذه القفزة تعكس فشلًا في التوعية الرسمية، وتؤكد الحاجة إلى تغيير جذري في أساليب التواصل مع المدخنين.

رأي الخبراء: السجائر الإلكترونية أقل ضررًا

تؤكد الباحثة ياسمين خوجا من جامعة بريستول أن سوء الفهم يمنع كثيرًا من المدخنين من التحول إلى السجائر الإلكترونية، رغم أنها تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين، وإن لم تكن خالية تمامًا من المخاطر.

نحو تحول في السياسات العالمية

مع اقتراب مؤتمر COP/FCTC الحادي عشر، يدعو مختصون ومستهلكون إلى تحوّل جذري في السياسات، من الحظر والتقييد إلى الاعتراف بالبدائل الخالية من الدخان كوسيلة فعالة لتقليل الأمراض والوفيات المرتبطة بالتدخين.

خاتمة: التوعية العلمية ضرورة لا خيار

في ضوء الأدلة المتزايدة، لم يعد من المقبول تجاهل أهمية التوعية المبنية على العلم. فالمعرفة الدقيقة هي السبيل لحماية الصحة العامة، لا الاستمرار في نشر الخوف والغموض.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى