تصريح نتنياهو المستفز… أحلام “إسرائيل الكبرى” على حساب سيادة الدول العربية

بقلم : ممدوح الشنهوري
في تصريح صادم للرأي العام العربي والعالمي، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حديث لوسائل الإعلام العبرية، أنه يشعر بأنه في “مهمة تاريخية وروحانية”، مؤكداً ارتباطه برؤية ما سماه “إسرائيل الكبرى” التي تشمل فلسطين والأردن وسوريا ولبنان ومصر.
هذا التصريح أثار موجة من التساؤلات حول طموحات الاحتلال التوسعية، في ظل ما يصفه مراقبون بتخاذل وصمت عربي غير مسبوق تجاه القضية الفلسطينية.
دعوات لنزع سلاح المقاومة… وموقف عربي باهت
في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل جرائمها بحق الفلسطينيين منذ عام 1948 من مذابح واغتيالات وتهجير، ظهرت أصوات عربية تدعو إلى نزع سلاح حركة حماس والاستسلام دون شروط، في تناقض صارخ مع مشاهد القتل والتدمير التي يشاهدها العالم يومياً في غزة والضفة الغربية.
صمت ما بعد حرب السابع من أكتوبر
بعد حرب السابع من أكتوبر، بدت معظم المواقف العربية خجولة، مقتصرة على بيانات الشجب والاستنكار، دون أي تحرك فعلي لدعم الفلسطينيين. هذا الصمت، بحسب مراقبين، شجع إسرائيل على التمادي في سياساتها، بل وفتح شهية نتنياهو للتطاول على سيادة بعض الدول العربية بالأقوال والأفعال، وسط استمرار المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين التي حصدت حتى الآن مئات الآلاف من الأرواح.
نهاية الكرامة العربية؟
يثير هذا المشهد سؤالاً مقلقاً لدى الشارع العربي:
هل كانت حرب السابع من أكتوبر بداية النهاية لكرامة العرب ونخوتهم أمام العالم، بعدما خضعوا لإسرائيل بالصمت والطاعة؟ وهل يستغل نتنياهو هذا الضعف لكشف أوراقهم أمام شعوبهم والعالم؟
القادم أسوأ إذا استمر الصمت
تصريحات نتنياهو الأخيرة، التي جاءت بعد أكثر من عامين على حرب الإبادة في غزة، تكشف بوضوح أن أطماعه لن تتوقف عند حدود فلسطين. بل قد تمتد إلى إذلال دول عربية أخرى، طالما ظل الصمت والرضوخ هو العنوان العريض للموقف العربي، في مشهد سيحكم عليه التاريخ بصرامة، وقد لا يجد من يتهاون في الدفاع عن الكرامة الوطنية أي مبرر أو غفران أمام شعوبه.
ممدوح الشنهوري
كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان
نتنياهو، إسرائيل الكبرى، حرب السابع من أكتوبر، القضية الفلسطينية، الصمت العربي، المقاومة الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي، حقوق الإنسان، وضوح الإخباري.