كتبت :د.هيام الإبس
أفادت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، فى تقرير لها، أن الفيضانات فى السودان تسببت في تضرر 4 ملايين فدان من الأراضى الزراعية و4 ملايين رأس من الماشية.
1.7 مليون هكتار من الأراضى الزراعية تأثرت بسبب الأمطار
وذكرت “الفاو” فى تقريرها أن نحو 1.7 مليون هكتار من الأراضى الزراعية تأثرت بسبب الأمطار، وتضمنت الولايات المتضررة كل من سنار، الجزيرة، القضارف، النيل الأزرق، والنيل الأبيض.
والهكتار هى وحدة قياس المساحة فى النظام المترى، حيث يعادل 10 آلاف متر مربع، فى حين يعتمد السودان وحدة الفدان لقياس المساحة، حيث يعادل الفدان الواحد 4,200 متر مربع؛ ويعادل الهكتار 2.47 فدان.
وأشار التقرير إلى أن 41% من الأراضى الزراعية تضررت من الخريف، فيما رصد تضرر الأراضى العشبية بنسبة 28%، وبلغت نسبة الأراضى الشجرية المتضررة 13%، وأراضى النباتات المتفرقة 11%، وتأثر الغطاء الشجرى بنسبة 3%.
وقالت “الفاو” فى تقريرها إن السيول والفيضانات التى اجتاحت البلاد جاءت بالتزامن مع موسم زراعة الحبوب الرئيسية، بما فيها الذرة الرفيعة، ما أسفر عن حدوث خسائر كبيرة.
وأوضح التقرير تأثر 4 ملايين رأس من الماشية، من بينها 1.5 مليون رأس من الدواجن، و1.1 مليون رأس من الأغنام، ومليون رأس من الأبقار، و750 ألف رأس من الماعز، مشيراً إلى أن كل من ولايات الجزيرة، سنار، وجنوب دارفور كانت من أكثر المناطق المتضررة فى هذا النطاق.
وذكر التقرير أن 100 أسرة فى ولاية البحر الأحمر كانت تعتمد على الزراعة تضررت جراء الفيضانات، وقال إن 30% من هذه الأسر تعولها النساء، مشيراً إلى تضرر نحو 18 ألف هكتار، وهو ما يعادل 80% من المساحات المزروعة فى ولاية البحر الأحمر شرق البلاد.
يذكر أن السودان واجه خريفاً كارثياً هذا العام، أدى إلى حدوث سيول وفيضانات تضررت بسببها المنازل والمزارع، وتسببت فى وفيات وسط المواطنين، فيما وجدت الوبائيات بيئة خصبة للانتشار، بما فيها الكوليرا وحمى الضنك والتهاب ملتحمة العين.
موجة نزوح جديدة من الفاشر بسبب هجمات الدعم السريع
فى سياق متصل، دفعت المعارك الأخيرة بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، موجة جديدة من السكان للفرار نحو مناطق جبل مرة، وكشف آدم رجال، الناطق الرسمى باسم منسقية النازحين واللاجئين بدارفور، إن أعداد الفارين الأسبوع الحالى فقط، بلغ نحو 2500 شخص، يمثلون 502 أسرة نزحوا إلى مناطق “طويلة ومرتال وفنقا ودربات وروكرو وقولو وسرتونى”.
وأشار إلى أن أعداد النازحين فى قرية طويلة الواقعة غرب الفاشر بلغ نحو 422 أسرة ونزح الى منطقة مرتال 7 أسرة، وفنقا 3 أسرة، ومعسكر سورتونى 16 أسرة، وقرية روكرو شمال جبل مرة 9 أسرة، وقرية دربات فى شرق جبل مرة 15 أسرة، وقرية قولو وسط جبل مرة 30 أسرة، وفقاً لموقع دارفور 24.
وأضاف “رجال” أن أوضاع النازحين الجدد سيئة للغاية خاصة مع اقتراب فصل الشتاء ونقص الغذاء ومياه الشرب والأدوية والمأوى، وناشد المنظمات الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لهم وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم”.
وتسبب القتال بمدينة الفاشر منذ مايو الماضى فى نزوح نحو 410 ألف شخص إلى مناطق جبل مرة ومناطق أخرى فى البلاد.
نزوح حوالى 7 ملايين طفل بسبب الحرب فى السودان
على صعيد آخر ، أفادت منظمة إنقاذ الطفولة أن ما لا يقل عن 7 ملايين طفل سودانى أجبرتهم الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، على الفرار مع أسرهم واللجوء إلى مناطق أو دول أخرى، ما أدى إلى إصابتهم بتبعات تعليمية ونفسية كارثية.
أكبر أزمة نزوح فى العالم للأطفال
وكشفت المنظمة أن التقديرات تشير إلى لجوء أكثر من 1.5 مليون طفل مع أسرهم إلى بلدان أخرى، وأن نحو 5.8 مليون أى أكثر من نصف النازحين داخلياً والبالغ عددهم 11 مليوناً هم من فئة الأطفال دون سن 18 عاماً، منهم 2.8 مليون دون الخامسة من العمر.
وقدرت منظمة إنقاذ الطفولة، عدد الأطفال الذين ولدوا خلال الأشهر الـ 18 التى تلت اندلاع الحرب بما يقارب مليونى طفل بمعدل 4 آلاف مولود يومياً، وأن ملايين الأطفال ممن هم فى مرحلة المدرسة قد أجبروا على النزوح فى جميع أنحاء السودان، ما يشكل أكبر أزمة نزوح فى العالم للأطفال.
وقالت المنظمة إنه فى الوقت الذى يعيش فيه حوالى نصف هؤلاء الأطفال فى مجتمعات مضيفة، يعيش النصف الآخر فى ظروف يائسة، حيث يعيش 18 بالمائة منهم فى معسكرات النازحين، و16 بالمائة فى معسكرات غير رسمية أو فى العراء، فيما يعيش 9 بالمائة فى مدارس ضيقة أو مبانى عامة أخرى، ويتقاسم العديد من هؤلاء الأطفال مساحتهم مع آخرين لا يعرفونهم.
وطالبت بضرورة التحرك العاجل لمجابهة المخاطر التى يواجهها ملايين الأطفال، لأن الحرب أحدثت تغييراً كبيراً فى سلوكيات وتوجهات الأطفال، ما سيكون له تأثيرات كبيرة على مستقبلهم.