تقارير وتحقيقات

تطور القرص الصلب للكومبيوتر

.
كتبت / أ.د. نادية حجازي نعمان

أعلنت شركة IBM الشهيرة في عام 1956 عن إنجاز ثوري، نقل عالم الحواسيب إلى منطقة جديدة تمامًا، إذ نجحت الشركة العملاقة في ابتكار كمبيوتر يحوي هارد ديسك (القرص الصلب )بسعة تبلغ 5 ميجابايت وكان سعره 35 ألف دولار أمريكي . أطلقت الشركة على كمبيوترها الجديد اسم «راماك 350» وقالت -آنذاك- إن وحدة تخزين المعلومات الجديدة ستمكِّن المستخدم من إدخال المعلومات والوصول إليها على الفور.

وقبل راماك، كان يجب إدخال المعلومات عن طريق تشغيل كومة من البطاقات من خلال آلة مثقوبة، الأمر الذي يستغرق ساعات أو حتى أيامًا، أما محرك الأقراص المغناطيسي الصلب الموجود في جهاز IBM فقد ساعد الشركات على استخدام الكمبيوتر عبر إدخال البيانات بسرعة ودقة، ودون جُهد يُذكر، مقارنة بما كان عليه الوضع في السابق.

تطور القرص الصلب للكومبيوتر 2
                                               صورة القرص الصلب الحالي

قد وصلت سعة القرص الصلب الخارجي الآن إلى 3 تيرا بايت أي ترليون وحدة قياس لسعة التخزين بالكومبيوتر (12 صفر ) . ومما يجب الإشارة إليه أن الجيجا بايت = 1024 ميجا بايت. والتيرا بايت = 1024 جيجا بايت والبيتا بايت = 1024 تيرا بايت والتي تساوي 1,048,576 جيجا بايت . انواع الأقراص التقليدية الحالية وصلت سعتها إلى 8 تيرا بايت لأجهزة الحواسيب المكتبية وإلى واحد تيرا بايت لأجهزة اللاب توب والهارد ديسك الحالي بأعلى سعة سعره حوالي 100 دولار أما بخصوص قياس الأقراص الصلبة الداخلية التقليدية حاليًا فهي حوالي 3 ونصف بوصة لأجهزة الكومبيوتر و2 ونصف بوصة فى اللاب .
الآن، وبعد حوالي 64 عامًا على ابتكار الهارد ديسك…. يبدو أن العالم على عتبة حقبة جديدة في مجال تخزين المعلومات وإدخال البيانات، فعوضًا عن استخدام الأقراص الصلبة لتخزين البيانات، تمكَّن علماء من جامعة هارفارد من تطوير وسيلة حيوية لحفظ البيانات واستعادتها، ألا وهي الحمض النووي ( دي إن إيه DNA )، مما يبشر بثورة جديدة في عالم تخزين البيانات.
نُشرت في دورية «نيتشر» أنه تمكَّن باحثون من جامعة هارفارد من تخزين البيانات في الحمض النووي DNA وتشفير صورة بالأبيض والأسود، علاوة على فيلم قصير على مجموعة من الوحدات الأساسية في الحمض النووي، ثم قاموا بإدخالها إلى جينومات لتجمُّعات بكتيريا حية.
ويقول الباحثون أن التقنية المستخدمة هنا يمكن أن تمكن الخلايا الحية لتصبح “مسجل جزيئي” يرصد ما يحدث في الخلية ، ويالتالي التقاط التطورات البيولوجية التى تحدث داخل الجسم،
وينمو الطلب على تخزين البيانات باستمرار، غير أن قدرة وسائل التخزين الحالية لا تواكب هذا الطلب، خصوصًا مع الحجم الهائل في إنتاج المعلومات، إذ تزيد الحاجة إلى ابتكار وسائل تخزين غير اعتيادية.

الخميس 15 / 10 / 2020

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.