أراء وقراءات

تعرف على قيمتك الحقيقية

بقلم / مدحت مرسي 

قال الله تعالى في كتابه العزيز : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) سورة الأنعام  الآية (165)

ولكن في ضوء هذه الحقيقة ينبغي أن تجد نفسك وموضع نفسك وإيمان نفسك وعزة نفسك .

فإذا أدركت ذلك ، ورفعت نفسك الى موضعها الحق ، وأقررتها فيه و،حبستها عليه ، وحددتها بإنسانية من جانب وبالله من الجانب الآخر.

رأيت حينئذ نفسك وقيمتك الحقيقية

و هي أن تكون وسيلة تُعطي وتعمل لتُعطي ، وليس غاية تأخذ وتعمل لتأخذ مهما ضُيق عليك

فإنما أنت كالشجرة الطيبة تأخذ ترابها و تصنع حلاوة.

نفترض أن شجرة نبتت في مكانها لتأكل وتشرب و تختزن الماء والتراب وتُجمعهما وتمنعهما عن غيرها .فلو فعلت لكان هلاكها فيما تفعل ،

وإن حاولت أن تضاعف فائدتها باستخدام قانون العالم فيكون نضجها سريعا ، فهي بذلك تفسد نفسها

والناس كحب القمح في السنبلة ليس لجميعه إلا قانون واحد ،فموضع كل حبة من السنبلة هو مقدارها علت أم سفلت وكثر ما تأخذ أو قل.

فإذا كان أساس الحياة في الحبة منها ، فيجب أن تأخذ قوامها وكفايتها من مادة الأرض

فتمام الحياة فيها أن يغمرها النور من حولها و أن يستمر النور من حولها يغمرها

فكروا فيها جيدا.

مدحت مرسي
تربوي وخبير تنمية بشرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى