يقول الشيخ علي الطنطاوي : ذات يوم كنت متوجهاً للمطار مع صاحب التاكسي”الأجرة”. وبينما كنا نسير في الطريق وكان سائق التاكسي ملتزما بمساره الصحيح . انطلقت سيارة من موقف سيارات بجانب الطريق بشكل مفاجئ أمامنا وبسرعة ضغط سائق الأجرة بقوة على الفرامل، وكاد أن يصطدم بتلك السيارة.
الغريب في الموقف أن سائق السيارة الأخرى “الأحمق” أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا. فما كان من سائق التاكسي إلا أن كظم غيظه ولوَّح له بالإعتذار والابتسامة استغربتُ من فعله وسألته: لماذا تعتذر منه وهو المخطئ ؟!! هذا الرجل كاد أن يتسبب لنا في حادث صِدام ؟!!>
هنا لقَّنني سائق التاكسي درساً، أصبحت أسميه فيما بعد:قاعدة “شاحنة النفايات” حيث قال : كثير من الناس مثل شاحنة النفايات ، تدور في الأنحاء مُحَمَّلة بأكوام النفايات ( المشاكل بأنواعها ، الإحباط، الغضب، الفشل ، وخيبة الأمل) وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم ، يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب .. فلاتجعل من نفسك مكبّاً للنفايات !!! لا تأخذ الأمر بشكل شخصي ، فقط ابتسم وتجاوز الموقف ثم انطلق في طريقك ، وادع الله أن يهديهم ويفرِّج كَربَهم . وليكن في ذلك عبرة لك ،
واحذر أن تكون مثل هذه الفئة من الناس تجمع النفايات وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل ، البيت ، أو في الطريق . في النهاية ، الأشخاص الناجحون لا يسمحون أبداً لشاحنات النفايات أن تستهلك يومهم وأعصابهم وتفكيرهم !! لذلك اشكر من يعاملونك بلطف .. فهم الزهرات الجميلة في الحياة.. وادع لمن يسيئون إليك .. فهم بحاجة للرحمة والشفقة وافعل هذا وذاك لوجه الله سبحانه ونيل الأجر .
وتذكر دائماً أن حياتك محكومة بما تفعله ، وبكيفية تقبلك وتفسيرك لما يجري حولك .. (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)
من اختيارات الدكتور عبد الخالق حموده