السودان

تعويض المزارعين البيض بعد 20 عاماً من مصادرة الأراضى فى زيمبابوى

عرضت حكومة زيمبابوى، تعويض المزارعين التجاريين أصحاب البشرة البيضاء، الذين تم نزع ملكيتهم قبل عقدين.

كتبت : د.هيام الإبس

أعلنت زيمبابوي إنها ستعوض المزارعين البيض المحليين والأجانب الذين فقدوا الأراضي والممتلكات أكثر من 20 سنة في مصادرة المزارع التي تهدف إلى تصحيح بعض أخطاء الاستعمار. نتج عن ذلك فقدان حوالي 4000 مزارع أبيض منازلهم ومساحات من الأراضي عندما أطلق رئيس الدولة ذات الأغلبية السوداء آنذاك روبرت موغابي؛ برنامج إعادة التوزيع الفوضوي عام 2000 والذي تحول إلى عنف في بعض الأحيان. وقال موغابي الذي توفي 2019؛ إنه يهدف إلى معالجة عدم المساواة في الأراضي نتج عن الحقبة الاستعمارية بعد حصول الدولة الواقعة في جنوب إفريقيا على استقلالها من حكم الأقلية البيضاء في 1980.

خطط التعويض

أعلن وزير المالية مثولى نكوبى، فى اجتماع مع دبلوماسيين أن حكومته وافقت على 441 طلبا للحصول على تعويض بقيمة 351.6 مليون دولار من المزارعين البيض المحليين و 94 طلبا من الأجانب بقيمة 196.6 مليون دولار، ولكن سيتم دفع 1 ٪ فقط بحد أقصى 3.5 مليون دولار نقداـ للمزارعين المحليين الذين فقدوا الأرض، وقال نكوبى إن التعويض سيدفع من خلال إصدار سندات الخزانة.

وقال إن الأجانب سيحصلون على مبلغ أولى قدره 20 مليون دولار يتم تقاسمه بالتساوى بين المطالبين البالغ عددهم 94 من الدنمارك وألمانيا وهولندا وسويسرا وعدة دول فى أوروبا الشرقية.

تعويض المزارعين البيض بعد 20 عاماً من مصادرة الأراضى فى زيمبابوى 4

تمت إجلاء المزارعين البيض الذين يمتلكون غالبية الأراضى الزراعية الرئيسية من مزارعهم، غالباً بالقوة من قبل حشود عنيفة بقيادة قدامى المحاربين فى حرب الاستقلال فى البلاد عام 1970، توفى بعض المزارعين وعمالهم أو أصيبوا بجروح خطيرة فى أعمال العنف التى شملت الضرب والاغتصاب ، وفقا لـ هيومن رايتس ووتش.

وقد أثرت عواقب مصادرة الأراضى على الأرض المصادرة بشدة على الزراعة التجارية، مما أجبر الدولة على لعب دوراً إنتاجياً ومصدراََ رئيساً للأغذية؛ على الاعتماد على المساعدة من المانحين، مما انعش قطاع الزراعة فى زيمبابوى فى السنوات الأخيرة ، لكن موجات الجفاف الأخيرة أصبحت الآن التحدى الرئيسى.

وتعويض المزارعين المحليين ليس عن الأرض- التى قالت حكومة موجابى، إنها استولت عليها الأغلبية السوداء فى زيمبابوى فى ظل الاستعمار- ولكن عن البنية التحتية مثل المبانى والآبار ومعدات الرى،  ومع ذلك ، سيتم دفع الأجانب المشمولين بالاتفاقيات التى تسعى إلى حماية ممتلكات المستثمرين الأجانب مقابل كلٍ من الأرض والبنية التحتية.

التحولات السياسية المثيرة للجدل

وأوضح وزير المالية نكوبى إن التعويضات متوقعة فى الربع الأخير من عام 2024. وتجرى زيمبابوى محادثات مع الدائنين بقيادة بنك التنمية الإفريقى منذ عام 2022 لإعادة هيكلة ديونها البالغة 21 مليار دولار؛ وباضافة تعويض المزارعين البيض يتحول الأمر لنقطة شائكة.

وفى عام 2020، وقعت حكومة الرئيس إيمرسون منانجاجوا صفقة تعويض مع المزارعين البيض.

وسعى منانجاجوا ، الذى تولى السلطة فى 2017 بعد أن أجبر موجابى على الاستقالة بعد انقلاب شعبى؛ إلى إشراك المزارعين البيض وشجعهم على التقدم بطلب للحصول على قطع جديدة من الأرض.

يذكر أن جميع الأراضى الزراعية الآن مملوكة للحكومة ولا يمكن الاستفادة منها، إلا بموجب عقد إيجار، ومع ذلك فى تحول كبير فى السياسة؛ أعلنت الحكومة عن خطط هذا الشهر للسماح للمستفيدين من برنامج الإصلاح ببيع الأراضى التى حصلوا عليها، ولكن فقط لـ “لمواطنين زيمبابويين أصليين” فى إشارة إلى الزمبابويين السود.

وقد اجتذبت هذه الخطوة انتقادات واسعة، خاصة وأن بعض الذين كانوا على صلة سياسية بالرئاسة أصبحوا مالكين لمزارع متعددة فى ظل إعادة توزيع الأراضى التى من المفترض أن تساعد الفقراء ويمكنهم الاستفادة منها.

 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.