تعيين الجهاديين في الجيش السوري بين تحذير الغرب والمخاوف الإقليمية والمبررات المحلية
كتب – محمد السيد راشد
حذر ممثلو الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا حكام سوريا الجدد من أن تعيين جهاديين أجانب في مناصب رفيعة في الجيش السوري يشكل تهديدًا أمنيًا ويسيء إلى سمعتهم دوليًا. جاء هذا التحذير عقب تقارير تشير إلى تعيينات لعناصر أجنبية في صفوف الجيش السوري الجديد، وهو ما أثار قلقًا بالغًا لدى دول غربية وعربية على حد سواء.
التعيينات المثيرة للجدل
وفقًا لتقارير من وكالة “رويترز”، قامت هيئة تحرير الشام، التي يرأسها حاليًا أبو محمد الجولاني، بتعيين 50 شخصًا في مناصب عسكرية بالجيش السوري الجديد، من بينهم ستة أجانب من جنسيات مختلفة، منها مصر، تركيا، السعودية، والأردن. وقد حصل ثلاثة من هؤلاء على رتبة عميد وثلاثة آخرون على رتبة عقيد، مما أثار مخاوف من استخدام هؤلاء المقاتلين لاحقًا في شن هجمات خارج سوريا.
تبريرات النظام السوري الجديد
صرح مسؤولون في النظام السوري الجديد أن المقاتلين الأجانب الذين شاركوا في الإطاحة بنظام بشار الأسد يستحقون مكانًا في البلاد وربما الجنسية. وأضافوا أن هؤلاء المقاتلين لا يمكن إعادتهم إلى دولهم حيث يواجهون اضطهادًا أو عقوبات، وأن وجودهم في سوريا هو الحل الأنسب.
ردود الفعل الدولية
عارض دبلوماسيون من الولايات المتحدة وأوروبا ودول عربية – خاصة مصر والأردن – هذه التعيينات، معربين عن قلقهم من الرسالة التي تُرسلها هذه الخطوة للجهاديين الآخرين. وركزت الانتقادات على شخصيات بارزة مثل علي محمد عبد الباقي، الذي فر من مصر في 2013 وحُكم عليه غيابيًا بالسجن مدى الحياة بتهم تتعلق بالإرهاب.
الغرب بين التحذير والمراقبة
رغم هذه الانتقادات، يواصل ممثلو الدول الغربية إرسال وفود إلى دمشق لمتابعة الأوضاع عن كثب. يأمل الغرب أن يتحقق اعتدال هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني وأن تنفتح البلاد على نظام يحترم حقوق الإنسان. ومع ذلك، فإن تصريحات الجولاني تشير إلى أن الانتخابات غير واردة في المستقبل القريب.
مخاوف إسرائيلية
حذر مسؤولون إسرائيليون من خطورة الموقف، مشيرين إلى أن الغرب “يتعمد أن يكون أعمى” تجاه خطر هذه التعيينات. وأكد أحد المسؤولين أن العالم العربي يدرك تمامًا التهديد الذي يشكله هؤلاء الأفراد ويحاول تحذير الغرب الذي يبدو مترددًا في الاستماع.