تعيين كامل إدريس رئيسًا لوزراء السودان وسط تحديات الحرب والانقسام

كتبت: د. هيام الإبس
أصدر الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، اليوم الاثنين، مرسومًا دستوريًا بتعيين الدكتور كامل الطيب إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء، في خطوة تعكس توجهًا جديدًا لإعادة تشكيل السلطة التنفيذية في البلاد التي تمزقها الحرب منذ أكثر من عام.
كما شمل المرسوم الرئاسي تعيين كل من سلمى عبد الجبار المبارك، ونوارة أبو محمد محمد طاهر، عضوين جديدين في مجلس السيادة الانتقالي.
من هو كامل إدريس؟
الدكتور كامل إدريس شخصية سودانية مرموقة، دبلوماسي ومفكر قانوني بارز، شغل منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) بين عامي 1997 و2008، كما شغل منصب الأمين العام للاتحاد الدولي لحماية المصنفات النباتية الجديدة.
خاض الانتخابات الرئاسية في السودان عام 2010 كمرشح مستقل أمام الرئيس السابق عمر البشير، ويُعرف بمواقفه الوطنية ومشاركته الفاعلة في الوساطات السياسية على مدار السنوات الماضية.
ولد إدريس في قرية الزورات شمال دنقلا، وينتمي إلى مجتمع النوبة. حصل على بكالوريوس الفلسفة من جامعة القاهرة، وليسانس الحقوق من جامعة الخرطوم، ثم نال الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة جنيف. وله مساهمات أكاديمية ومحاضرات في محافل دولية وإقليمية عديدة.
تحديات جسام تنتظر الحكومة الجديدة
يأتي تعيين إدريس في لحظة حرجة يمر بها السودان، إذ تتواصل الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، ما أسفر عن سقوط أكثر من 20 ألف قتيل، ونزوح أكثر من 15 مليون شخص، بحسب بيانات أممية ومحلية، بينما قدّرت دراسة جامعية أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.
وينتظر الحكومة الجديدة تحديات ضخمة تشمل وقف الحرب، وتثبيت الأمن، وإعادة بناء مؤسسات الدولة المنهارة، وإنقاذ الاقتصاد المتهاوي، واستعادة ثقة الشارع السوداني والمجتمع الدولي.