السودانشئون عربية

تفاصيل جديدة عن التشكيل الوزاري المرتقب لحكومة كامل إدريس في السودان

كتبت: د. هيام الإبس

يترقّب الشارع السوداني الإعلان الرسمي عن التشكيل الوزاري لحكومة رئيس الوزراء المكلّف، الدكتور كامل إدريس، وسط حالة من الترقب والأمل بعد عامين من الفراغ التنفيذي الذي فاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

رؤية تقشفية ومعايير صارمة

كشفت مصادر مطلعة لـ«الجزيرة نت» أن كامل إدريس يعكف على وضع اللمسات الأخيرة على حكومته المرتقبة، والتي ستحمل رؤية تقشفية تتجاوز منطق المحاصصات، وتُركّز على معايير الكفاءة، والنزاهة، والحياد السياسي. وتأتي هذه الخطوة في إطار محاولته كسر الجمود السياسي الذي رافق اندلاع الحرب في أبريل 2023.

أسباب التأخير في التشكيل

وفقاً لمصادر قريبة من دوائر اتخاذ القرار، فإن التأخير في إعلان الحكومة يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية:

  1. إصرار إدريس على اختيار وزراء أصحاب خبرة مهنية وحياد سياسي واضح، بعيداً عن أي ولاءات حزبية.

  2. السعي لتحقيق تمثيل متوازن يعكس تركيبة المجتمع السوداني، ويضمن مشاركة حقيقية للشباب والمرأة.

  3. تمسك حركات الكفاح المسلح بمخصصاتها وفق اتفاق جوبا للسلام، ورغبتها في الاحتفاظ بذات المقاعد السابقة دون تغييرات.

آلية الاختيار المقترحة

يخطط إدريس لإطلاق مسار تنافسي مفتوح لشغل المناصب الوزارية، بناء على معايير دقيقة، إلا أن ضيق الوقت يدفعه لمواءمة هذه الرؤية مع مشاورات سياسية ومجتمعية متقدمة. ويستند الهيكل الوزاري المقترح إلى 18 وزارة، بالإضافة إلى عدد من المجالس والمفوضيات، وهو ما نال موافقة مجلس السيادة خلال اجتماع موسّع سبق تكليف إدريس.

أبرز ملامح التشكيل المرتقب

  • الشباب والمرأة في الصدارة: يتجه إدريس لإسناد عدد من الحقائب إلى شباب ونساء، بينهم أحد جرحى الحرب، وأحد قادة حركة “غاضبون”، بينما برز اسم الشاب المسيحي القبطي جرجس روح كمرشح قوي لمنصب وزاري.

  • وزارة الخارجية: التنافس محصور بين السفير عمر صديق، المعين مؤخراً، ونائب وكيل الوزارة إدريس فرج الله.

  • وزارة الصحة – شرق السودان: يجري المفاضلة بين الجراح الشهير د. أوشيك سيدي أبو عائشة، والبروفيسور محمد الأمين أحمد.

  • وزارة الإعلام: من المرجح إسناد الحقيبة إلى سمية الهادي وكيلة الوزارة الحالية، لتعزيز تمثيل المرأة، فيما يُتوقع أن ينتقل الإعلامي خالد الأعيسر إلى موقع مستشار إعلامي لرئيس الوزراء.

  • وجوه بارزة محتملة: الفريق المتقاعد عبد الرحمن الصادق المهدي، والحقوقي المعروف نبيل أديب مرشحان لتولي مناصب رفيعة خارج الهيكل الوزاري.

إشكالية اتفاق جوبا

مصدر مقرب من إدريس نفى وجود خلافات جوهرية مع الحركات الموقعة على اتفاق جوبا، لكنه أشار إلى وجود تباين مع حركة العدل والمساواة حول تفسير نسب التمثيل. إذ يسعى إدريس إلى الاستفادة من جبريل إبراهيم في موقع متقدم داخل مجلس الوزراء، فيما تتمسك الحركة بنصوص اتفاق أكتوبر 2020 التي تحدد نسب تقاسم السلطة.

الخطوة التالية

من المنتظر أن يعلن إدريس عن تشكيلته الوزارية خلال الأيام القليلة المقبلة، تمهيداً لعرضها على مجلس السيادة للتصديق النهائي. وستكون قدرة التشكيل الجديد على المواءمة بين الكفاءة والتوازن السياسي مؤشراً حاسماً لمدى قدرة الحكومة المقبلة على:

  • إنقاذ الاقتصاد المنهار.

  • دفع مسار السلام المتعثر.

  • إطلاق خطة إعادة الإعمار في بلد مزّقته الحرب والصراعات المسلحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى