تفاقم الأزمات الإنسانية والصحية بمدينة الُأبيض وسط حصار الدعم السريع
كتبت : د.هيام الإبس
تعيش مدينة الُأبيض أوضاعاً إنسانية متدهورة، تشمل أزمات المياه، والمواصلات، والصحة، وسط سيطرة قوات الدعم السريع على الموارد الحيوية وتواجه مدينة الُأبيض بولاية شمال كردفان ظروفاً إنسانية واقتصادية متفاقمة منذ أكثر من ثلاثة أشهر نتيجة حصار فرضته قوات الدعم السريع، إلى جانب ضعف مستمر فى شبكات الاتصالات.
ووفقاً لمصدر محلى، تعانى المدينة أزمة مياه شرب حادة، حيث ازدحمت مصانع المياه والمحلات بالمواطنين، وارتفع سعر برميل الماء إلى 350 جنيهاً سودانياً، ما أثقل كاهل السكان المتأثرين بتدهور الأوضاع المعيشية.
وتتحكم قوات الدعم السريع بمصادر المياه الرئيسية فى “ود البقة” جنوب المدينة و”آبار بارا” شمالاً، إضافة إلى سيطرتها على محطة الكهرباء الرئيسة الواقعة بالقرب من جبل كردفان.
وأشار شهود عيان إلى أزمة مواصلات خانقة بالمدينة، حيث ارتفعت تعرفة التنقل الداخلى إلى ألف جنيه سودانى نتيجة زيادة أسعار الوقود.
وعلى الصعيد الصحى، تشهد الُأبيض انتشاراً متزايداً لحالات حمى الضنك والكوليرا وسط قلة مراكز العزل المتاحة، حيث يعتمد السكان على مركزين فقط فة مستشفى الكويتى للأطفال ومستشفى الأبيض التعليمى، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وأفادت مصادر بأن الإضراب بمستشفى الُأبيض التعليمى دخل أسبوعه الثانى، ما أدى إلى توقف خدمات الإصابات والطوارئ وحوادث الأطفال بسبب تأخر صرف أجور العاملين.
ورغم هذه الأزمات، تشهد المدينة هدوءً عسكرياً نسبياً بعد تراجع المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، التى تحاصر المنطقة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضى.
وتُعد الُأبيض مدينة ذات أهمية استراتيجية، إذ تضم أكبر سوق عالمى لمحصول الصمغ العربى، إضافة إلى أسواق المحاصيل والماشية، وارتباطها بطريق الصادرات الذى يخدم ولايات غرب السودان.
اندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع فى أبريل الماضى، ما أدى إلى تصاعد العنف فى مدن ولاية شمال كردفان، وخاصة الأبيض، حيث سقط مئات القتلى والجرحى جراء القصف العشوائى والمعارك بين الطرفين.