تفاقم معاناة النازحين في غزة بسبب الأمطار والرياح العاتية

كتب – وليد على
فاقمت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي ضربت قطاع غزة خلال الأيام الماضية من معاناة عشرات الآلاف من النازحين، الذين يعيشون في ظروف مأساوية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
مئات الخيام تغرق في رفح وخان يونس
في رفح ومواصي خان يونس جنوب غزة، غرقت مئات الخيام التي تأوي النازحين، فيما تطايرت أخرى بفعل الرياح العنيفة، تاركةً الآلاف دون مأوى يقيهم من البرد القارس، وفق مراسلنا.
الليلة في العراء وسط البرد القارس
وسط أجواء شديدة البرودة ورياح عاصفة، اضطر آلاف النازحين لقضاء ليلتهم في العراء بعدما دمرت العاصفة ما تبقى من مساكنهم المؤقتة المصنوعة من القماش والنايلون. هذه الخيام الهشة التي لم تكن صالحة للسكن تحولت إلى كومة من الأقمشة الممزقة، ما جعل سكانها بلا أي وسيلة لحمايتهم من الأمطار الغزيرة والبرودة القاتلة.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام ،يقول أبو محمود، وهو أحد النازحين في رفح: “لم يبقَ لنا شيء نحتمي به، الخيمة التي كنا نعيش فيها تحولت إلى بركة من الماء، والأطفال يرتجفون من البرد، لا نملك أي وسيلة للتدفئة، ولا حتى طعامًا يكفي لأيامنا القادمة.”
الشتاء يضاعف الكارثة
#شاهد | عاشوا ليلة قاسية وتطايرت خيامهم بسبب المنخفض الجوي .. تضرر خيام النازحين الفلسطينيين الذين نزحوا قسرًا إثر عدوان الاحتلال الإسرائيلي، إلى حي المواصي في خانيونس جنوبي قطاع غزة.
تصوير : ربيع أبو نقيرة pic.twitter.com/OJV5oMEHd7— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 6, 2025
لم تكن العاصفة وحدها سبب المعاناة، بل زادت الظروف الجوية القاسية من تفاقم الأزمة التي يعيشها عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين دمرت الحرب منازلهم. في ظل عدم توفر مأوى بديل، لجأ الكثيرون إلى الطرقات، والساحات العامة، والمدارس، وحتى الملاعب التي تحولت إلى مراكز إيواء مؤقتة تفتقر لأدنى مقومات العيش الكريم.
أما من عادوا إلى شمال القطاع، فقد واجهوا تحديات أخرى، حيث وجدوا أنفسهم غير قادرين على نصب خيامهم أو تثبيتها بفعل الرياح القوية، بينما يعانون من نقص حاد في الغذاء والمياه، وانعدام أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلًا.
غياب الوقود يزيد الأزمة
وفي ظل هذه الظروف، يفاقم انعدام الوقود المعاناة، إذ تجد العائلات نفسها عاجزة عن توفير أي مصدر للتدفئة أو الطهي، ما يزيد من صعوبة الحياة اليومية للنازحين.
ويشير المواطن محمود سعد الدين إلى أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر تأثرًا، حيث يعانون من أمراض البرد، دون توفر أي رعاية طبية أو أدوية.
تقول أم أحمد، وهي أم لخمسة أطفال فقدت منزلها في الحرب: “حاولنا إشعال بعض الأوراق والكرتون للتدفئة، لكن الرياح أطفأت كل شيء. نحن نعيش بلا كهرباء، بلا طعام كافٍ، وبلا أي أمل في تحسن الأوضاع.”
مناشدات لإنقاذ النازحين
مع استمرار موجة البرد، تتزايد المناشدات من قبل المؤسسات الإنسانية لضرورة توفير المساعدات العاجلة للنازحين، وخاصة المأوى الملائم ووسائل التدفئة. في ظل هذه الأوضاع، يطالب الفلسطينيون بضرورة تدخل دولي عاجل لإنقاذ عشرات الآلاف من الأسر التي تعيش في ظروف كارثية.
ورغم النداءات المتكررة، لا تزال الاستجابة الدولية محدودة، بينما يتشبث النازحون بأمل ضئيل في تحسن الأوضاع، وسط برد قارس ورياح لا ترحم.
الحاجة إلى إغاثة عاجلة
تستمر معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث يواجه النازحون فصولًا متتالية من الألم والمعاناة، وسط صمت العالم وعجز المجتمع الدولي عن تقديم حل جذري لأزمتهم. وفي ظل استمرار تدهور الأحوال الجوية، تبقى الحاجة ملحة لتوفير الإغاثة العاجلة، قبل أن تتفاقم المأساة أكثر.